تواصل معنا للاستفسار
كشفت وكالة “فرانس برس” عن عمليات تهدد الهولنديين وتبين عنف عصابات المخدرات، تتضمن جرائم قتل ومخاوف بشأن سلامة الأميرة وريثة العرش وخطط مفترضة للهروب من سجن شديد الحراسة.
أبرزت سلسلة من جرائم القتل المرتبطة بمحاكمة تاجر المخدرات المغربي رضوان التاغي، عنف مافيا المخدرات المعروفة بسيطرتها على تجارة الكوكايين في أوروبا عبر موانئ أنتويرب وروتردام، حيث كشف تكفيك شبكة ضخمة في دبي لتهريب المخدرات تسيطر على ثلث تجارة الكوكايين في أوروبا وتمر خصوصا بهولندا، قوة مهربي المخدرات الذين يهددون دولة القانون.
وتم اتهام رضوان التاغي المحتجز في سجن شديد الحراسة في جنوب هولندا بعد اعتقاله عام 2019 في دبي، بأنه العقل المدبر لمنظمة وصفها الادعاء بأنها “آلة قتل” ويشتبه في أنه تواصل مع الخارج.
ورأى المعلقون أن محاكمة التاغي و16 شخصا آخرين، المعروفة باسم “مارينغو”، لم يسبق لها مثيل في هولندا، إذ أن ثلاثة أشخاص من أوساط الشاهد الأساسي في القضية “نبيل ب.”، قتلوا، فشقيقه اغتيل عام 2018، ومحاميه ديرك وايرسوم قتل في 2019، كما قتل الصحافي المعروف بيتر أر دي فريس في 2021.
وفي تصريحات لـ”فرانس برس”، أشار جان ميوس، الصحافي الهولندي المتخصص في قضايا الجريمة، إلى أن العنف الذي نجم عن ذلك “أثار صدمة كبرى وكشف العواقب الوخيمة لتهريب المخدرات” في البلاد.
وأضاف بعد جلسة للمحكمة: “إنها الاختبار الأخير للنظام القضائي الهولندي ولسيادة القانون”.
في حين كان بيتر ار دي فريس الذي قتل بالرصاص في وسط أمستردام بعد مغادرته استوديو تلفزيوني، قد أكد انه أدرج على لائحة تصفيات وضعها رضوان التاغي.
ويتولى الجيش، في سابقة في هولندا، حراسة المحكمة التي يحاكم فيها المجرم في أمستردام خلال الجلسات، ويتوجه القضاة والمدعون الى المحكمة بسيارات مصفحة.
وأوضح ميوس أنه تم الكشف عن خطط لهروب المجرم تتضمن تنفيذ أعمال عنف خطيرة.
من جهنه، علق فيم دو بروان الناطق باسم النيابة الوطنية قائلا إن “دولة القانون الديمقراطية تهتز وهي تحت ضغط الجريمة المنظمة”.
هذا واضطرت الأميرة وريثة العرش الهولندي آماليا في الآونة الاخيرة للتخلي عن حياتها كطالبة عادية، إذ أن اسمها ورد بحسب وسائل الإعلام الهولندية مع اسم رئيس الوزراء مارك روته، في اتصالات للجريمة المنظمة، ما أثار مخاوف من مخططات خطف او اعتداءات.
بحسب “فرانس برس”، فإن “Mocro Maffia” التي سميت كذلك بسبب الأصل المغربي للعديد من أعضائها، عرفت بعنفها الوحشي.
في حين ذكر ممثلو الادعاء أن أعضاء المنظمة التي يرأسها التاغي وغالبيتهم من الشباب “ليس لديهم أي قيمة لحياة البشر” ويصفون الضحايا بـ”الكلاب” التي يجب أن “تنام”.
وتتسبب سلسلة عمليات تصفية “عرضية” من قبل مجرمين يخطئون هدفهم بقلق إضافي في البلاد.
وأفاد مراقبون بأن هذا العنف كشف سذاجة السلطات الهولندية إزاء تزايد الجريمة المنظمة التي تستند إلى اقتصاد مواز يقدر بعدة مليارات من الدولارات، بينما كانت نقابة الشرطة الرئيسية في البلاد “NPB” قد دقت ناقوس الخطر منذ عدة سنوات، مؤكدة أن هولندا تواجه خطر التحول الى دولة مخدرات.
من جهته، انتقد رئيس نقابة الشرطة يان سترويس في حديث مع “فرانس برس” سياسة هولندا المتساهلة تجاه المخدرات الخفيفة، إذ أنه تم إلغاء تجريم استهلاك القنب وبيعه في البلاد، لكن بقية سلسلة الإمداد الخاصة بـ”المقاهي” الهولندية الشهيرة تبقى غير شرعية.
وأكد أن السلطات تغض الطرف والمهربين خلقوا هيكليات مخيفة.
بينما لدى ماريين شيريفر، المؤلف المشارك لكتاب “Mocro Maffia” الأكثر مبيعا، تفسير آخر، حيث قال: “ما نحن عليه هو ملاذ ضريبي..نريد استيراد أكبر قدر ممكن إلى الموانئ لنقله مرة أخرى وهذا يجعل من هولندا المكان المثالي من الجانب اللوجستي”.
لكن تفكيك شبكة كبرى في دبي في الآونة الأخيرة كانت توفر حوالى ثلث الكوكايين في أوروبا، يظهر أن المشكلة أبعد من ان تكون مشكلة هولندا فقط.
وذكرت “فرانس برس” في تقريرها أن”مهربا بارزا” (هولندي مرتبط برضوان التاغي أوقف في دبي)، قد يكون شكل تحالفا مع قادة عصابات المخدرات الايرلندية والإيطالية، وقد أوقفوا أيضا.
وأعلن يان أوب غن أورث الناطق باسم يوروبول ان الشبكات “المرنة والمبدعة” باتت تعمل الان معا.
وأوضح لـ”فرانس برس” قائلا: “لم نعد بإزاء مجموعة ضد لأخرى..وهذا ما يجعلها خطيرة جدا”.
المصدر: “فرانس برس”