أرجع رياضيون ومحللون فنيون تواصل تراجع تصنيف دوري أدنوك للمحترفين بكرة القدم، خلال السنوات الست الماضية، من المركز الأول في تصنيف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 2017 إلى المركز التاسع في 2022، إلى أسباب عدة، منها سببان أساسيان ضمن معيار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، هما تراجع نتائج الفرق المحلية خلال مشاركاتها في النسخ الماضية بدوري أبطال آسيا، وكذلك تراجع نتائج المنتخبات الوطنية، إذ أخفق المنتخب الوطني في التأهل إلى كأس العالم 2018، وحل في المركز الرابع بكأس آسيا 2019 التي أقيمت في الإمارات، بينما أخفق في التأهل إلى كأس العالم الأخيرة (قطر 2022)، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن هناك أسباباً أخرى وراء تراجع تصنيف الدوري، تمثلت في أن بعض الأندية لا يأخذ مسألة المشاركة بدوري أبطال آسيا بالجدية المطلوبة، ما يتسبب في تراجع وضعف أداء الفريق آسيوياً، بجانب أن نوعية الفرق المنافسة للفرق الإماراتية تعد قوية، لأن معظمها من غرب آسيا، إضافة إلى أن رابطة المحترفين، ورغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها من أجل تطوير الدوري، إلا أنها تركز على تطوير الجوانب التنظيمية للدوري، وإغفال الجانب الفني رغم أهميته.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن «تراجع المستوى الفني للدوري الإماراتي انعكس بصورة سلبية على نتائج الفرق في البطولات الآسيوية، وكذلك على نتائج المنتخبات الوطنية خلال مشاركاتها الخارجية، لذلك فإن منظومة كرة القدم الإماراتية، ممثلة في اتحاد الكرة ورابطة المحترفين والأندية، مطالبة بإعادة تصحيح المسار مجدداً، حتى تستعيد كرة الإمارات مكانتها على خريطة الكرة الآسيوية».
واحتل الدوري الإماراتي في التصنيف القاري في 2022 المركز التاسع برصيد 49.169 نقطة، في حين أنه حصد 96.56 نقطة في 2017، محققاً المرتبة الأولى.
وأسهمت عوامل عدة في تصدر الدوري الإماراتي المرتبة الأولى آسيوياً في 2017، أبرزها تأهل العين إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا في 2014، وشباب الأهلي إلى نهائي دوري أبطال آسيا في 2015، بجانب حصول المنتخب على المركز الثالث في كأس آسيا 2015.
وشهدت نتائج الأندية الإماراتية في الفترة الأخيرة تراجعاً كبيراً، كان آخره في النسخة الأخيرة لدوري أبطال آسيا 2022، فقد ودّع بني ياس المسابقة من دور المجموعات، فيما خرج فريقا الجزيرة والشارقة مبكراً من دوري أبطال آسيا، في حين نجح فريق إماراتي واحد فقط هو شباب الأهلي في التأهل إلى الدور ثمن النهائي، وسيواجه الهلال السعودي يوم 20 الجاري، في المقابل، فقد شهدت نتائج المنتخبات تراجعاً ملحوظاً.
ويعتمد الاتحاد الآسيوي في تصنيفه للدوريات على نتائج الأندية المشاركة في النسخ الأربع الأخيرة لبطولات الاتحاد، وبنسبة تصل إلى 90% للنقاط المسجلة، فيما تأتي نسبة 10% لتصنيف المنتخبات القارية من قبل «فيفا»، ويتم الاعتماد على هذا التصنيف في توزيع مقاعد الدول في البطولات الآسيوية.
وأعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أخيراً اعتماد توزيع مقاعد كل دولة في بطولة دوري أبطال آسيا، بعد صدور التصنيف الخاص بمسابقات الأندية في 2023، إذ حصل الدوري الإماراتي على مقعد واحد مباشر، وذلك بصعود بطل الدوري مباشرة لدوري المجموعات بدور أبطال آسيا، إضافة إلى مقعدين من الأدوار التمهيدية للمسابقة، فيما حصلت السعودية على المرتبة الأولى بحصولها على ثلاثة مقاعد مباشرة في دور المجموعات، إضافة إلى مقعد آخر من الأدوار التمهيدية.
وقال رئيس مجلس إدارة نادي الفجيرة، ناصر اليماحي «للأسف التركيز انصب من جانب رابطة المحترفين على تطوير العمل الإداري في دوري المحترفين، سواء من ناحية التنظيم وآلية العمل، ممثلاً في عملية دخول الجماهير، وتصاريح دخول المباريات والإعلام، وكذلك على صعيد المنشآت، وأغفلت في الوقت ذاته التطوير الفني، وهذا الأمر ينعكس على نتائج الفرق الإماراتية في المشاركات الخارجية، وفي الوقت ذاته، فإن المستوى الفني لهذه الفرق ينعكس على نتائج المنتخبات على المستويين الداخلي والخارجي».
وشدد ناصر اليماحي على أهمية معرفة أين يمكن الخلل، والعمل على علاجه، لأن هناك معطيات فنية يجب تطويرها من حيث المشاركة والمستوى الذي تقدمه هذه الفرق أو المنتخبات.
من جانبه، قدم المدير الرياضي بنادي البطائح والمحاضر الفني بالاتحادين الآسيوي والدولي، عبدالله حسن، شرحاً مفصلاً لآلية توزيع المقاعد الآسيوية في الدوريات المحترفة في القارة، والأسباب التي تؤثر سلباً في نتائج الفرق الإماراتية في البطولات الآسيوية، لافتاً إلى أن نظام البطولة يحتم على الفرق صاحبة نصف مقعد مواجهة بعضها بعضاً، في حين أن أصحاب المقاعد يلعبون مباشرة في دوري المجموعات.
وأرجع عبدالله حسن سبب تراجع تصنيف الدوري الإماراتي من المركز الأول في 2017 إلى التاسع إلى دخول منافسين جدد في آسيا، مشيراً إلى نوعية الفرق التي تواجهها الفرق الإماراتية، وهي فرق من غرب آسيا من إيران وأوزبكستان والسعودية وقطر، وهي تعد كمستوى فني أعلى من الفرق الإماراتية، وبالتالي يؤثر هذا الأمر على نتائج الفرق الإماراتية، وينعكس سلباً على تصنيف الدوري.
وتساءل عبدالله حسن عن كيفية استعداد الأندية الإماراتية لدوري أبطال آسيا، وهل المسابقة تعد من أولوياتها؟ وهل هي من ضمن خطتها للموسم؟ معتبراً أن كل هذه الأمور تؤثر إيجاباً أو سلباً في عملية تصنيف الدوري الإماراتي.
وقال «هل تعاقد الأندية مع نوعية اللاعبين الأجانب الذين يصنعون الفارق هدفه التركيز على الدوري المحلي أم البطولات الآسيوية؟».
وشدد على أن كرة الإمارات بحاجة إلى خطة فنية تعمل على تطوير مستوى الفريق الأول بالدوري، بحيث ينعكس ذلك على نتائج المنتخب الأول.
بدوره، أكد مدير فريق النصر السابق والمحلل الفني، خالد عبيد، أن من أبرز أسباب تراجع ترتيب الدوري الإماراتي، تراجع نتائج الفرق في البطولات الآسيوية، مؤكداً أن بعض الفرق لا يأخذ مسألة المشاركة في البطولات الآسيوية بالجدية المطلوبة، والدليل على ذلك أنها تشارك بالصف الثاني وليس بالأساسي، ما يؤثر سلباً في تصنيف الدوري الإماراتي، مطالباً الأندية التي لا تكون جاهزة للمشاركة الآسيوية بالاعتذار.
أسباب تراجع تصنيف الدوري الإماراتي
1- نتائج الأندية في النسخ الأخيرة لدوري أبطال آسيا.
2- نتائج المنتخبات الوطنية، بما فيها المنتخب الأول.
3- اهتمام الأندية بالمسابقة المحلية على حساب المشاركة الآسيوية.
4- نوعية الفرق الآسيوية التي تواجهها الأندية الإماراتية تعد قوية.
5-تركيز رابطة المحترفين على تطوير الجوانب التنظيمية والإدارية وإغفال الجانب الفني.