<![CDATA[
وسط ضغوط الحياة في غزة، يتوق كثيرون إلى منفذ للتهوية للتنفيس عن مشاعرهم. لذلك افتتحت “ليلى” مركزًا استشاريًا في منزلها، يهتم بالاحتياجات العاطفية للنساء والأطفال. وتقول: “حل مشاكلهم جعلني أشعر بالسعادة”. لكن سلطات حماس طلبت منها إما إغلاق المركز أو العمل تحت إشرافها، “حتى يتم احتواء القضايا.. لكي لا يخرج الناس ويحتجّوا على ما تفعله السلطات”. وذات يوم، وصلت الشرطة وحاصرت منزلها من جميع الجهات.
ويشير تقرير لـ”هيومان رايتس ووتش” Human Rights Watch: لقد تركت 15 عامًا من حكم حماس لسكان غزة فرصا قليلة للتعبير عن مظالمهم غير المصرح بها. فسلطات حماس تعتقل وتعذب النقّاد والمعارضين السلميين. ووجد تقرير آخر أن هذا الانتهاك المستمر قد يشكل “جرائم ضد الإنسانية، بالنظر إلى طبيعته المنهجية على مدى سنوات عديدة”. وفي نفس الفترة، ارتفع معدل الإساءة إلى النساء والتحرش بهن. ووفقًا لمؤسسة “فريدوم هاوس” Freedom House، فإن حماس “مترددة في متابعة مثل هذه القضايا” ، لذلك “يظل الاغتصاب والعنف الأسري دون الإبلاغ عنهما ولا يُعاقب عليهما كثيرًا”. ومع ذلك، وجدت دراسة استقصائية حديثة أن 37.5% من النساء في غزة قد تعرضن للعنف في العام الماضي.
لو كانت نساء غزة يتمتعن بحرية التعبير عن مظالمهن في منتديات مثل “منتدى ليلى”، فإن الحجم الحقيقي للمشكلة – وعدم اهتمام السلطات بمعالجتها – يمكن أن يشكل تحديًا لحكّام القطاع. وكما اكتشفت حماس في عام 2019، فإن هناك الكثير من الشباب الشجعان في المنطقة الذين يريدون التغيير ولديهم الشجاعة للمطالبة به.