الرئيسية سياسة تهديد ترامب لـ «بريكس» بشأن «العُملة» يمكن أن ينعكس سلباً على واشنطن

تهديد ترامب لـ «بريكس» بشأن «العُملة» يمكن أن ينعكس سلباً على واشنطن

0 القراءة الثانية
0
0
0
wp header logo1734483621866509517

مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى السلطة هناك مخاوف من تنفيذ تهديداته ضد مجموعة «بريكس»، التي تدرس إصدار عملة يمكنها منافسة الدولار الأميركي.

وكان تهديد ترامب بفرض ضريبة قدرها 200% وحظر صادرات أي دولة عضو في «بريكس» تحاول القيام بمثل هذه الخطوة التي تهدف إلى إزالة الدولار عن عرش سيطرته العالمية، أدى إلى إشعال جدل بشأن مستقبل الدولار.

وللوهلة الأولى سيبدو دفاع ترامب المتشدد عن الدولار بأنه يدعم موقفه باعتباره عملة احتياط عالمية، وهو دور تقوم به واشنطن منذ الحرب العالمية الثانية.

لكن النظرة الفاحصة إلى الموضوع تشير إلى أن هذه التكتيكات يمكن أن تنعكس سلباً على الولايات المتحدة، وتدفع دولاً مثل الصين لتسريع جهودها لتقليل اعتمادها على الدولار، وكذلك تخفيض الاحتياطيات التي تمتلكها منه.

مستقبل مالي جديد

وبالنظر إلى حذر الصين من استعداد واشنطن لاستخدام الدولار كسلاح جيوسياسي، فقد أمضت العقد الماضي وهي تعد الأساس من أجل مستقبل مالي جديد. وشجعت بقوة الاستخدام العالمي لعملتها «اليوان» من خلال الاتفاقات التجارية الثنائية وتوسيع الشراكات بموجب مبادرة الحزام والطريق.

وإضافة إلى ذلك يقوم البنك المركزي الصيني بتنويع احتياطياته من القطع الأجنبي، مبتعداً عن الأصول التي يسيطر عليها الدولار إلى الذهب والعملات الأخرى.

وترى بكين أن تهديدات ترامب الأخيرة ليست ردعاً، وإنما هي دعوة إلى العمل. وبالفعل كان لتفضيل ترامب الضرائب الجمركية والعقوبات كأداة للدبلوماسية الاقتصادية نتائج غير مقصودة.

وأدى الاستعمال العدواني لهذه الإجراءات خلال السنوات الماضية إلى تعميق سوء الثقة بين شركاء أميركا التجاريين وأعدائها على حد سواء. وعن طريق تحويل الدولار إلى سلاح بدأت دول دون قصد البحث عن بدائل أخرى للعملة الأميركية.

وكانت الصين وروسيا، وهما في الغالب أهداف للعقوبات الأميركية، في طليعة هذا التغير، فقد وقعتا العديد من الاتفاقيات التجارية بالعملات المحلية، وعملتا على تعزيز التعاون ضمن المنتديات العالمية مثل «بريكس»، وقد لا تؤدي هذه الخطوات إلى إنزال الدولار عن عرشه كعملة عالمية خلال ليلة وضحاها، لكنها تقوض هيمنته.

رغبة جماعية

وعلى الرغم من أن إصدار عملة «بريكس» الجديدة، وإن كان ذلك لايزال بعيداً، يمثل تحدياً من الناحية العملية، فإنه يرمز إلى رغبة جماعية واسعة النطاق في بناء نظام مالي أقل تأثراً بالنفوذ الأميركي.

وربما تؤدي تهديدات ترامب إلى توقف أو تعقيد مثل هذه الجهود على المدى البعيد، إلا أنها تثبت أيضاً المخاوف التي تحرك هذه المبادرات.

وبالنسبة للصين فإن الأمر لا يتعلق بالدولار فقط، وإنما حول تأمين موقفها كقوة عظمى أيضاً، إذ إن النظام المالي المتعدد الأقطاب يمكن أن يقلل من تعرضه للضغوط الاقتصادية الأميركية، بالنظر إلى حرية الصين الكبيرة في متابعة أهدافها الاستراتيجية.

وتعتبر تجربة «اليوان» الرقمي في الصين، وهو أكثر مشروع للعملة الرقمية يصدرها مصرف مركزي تقدماً في العالم، جزءاً من هذا الطموح الكبير، وإذا كتب له النجاح فإنه سيقدم بديلاً عن هيمنة الدولار في أنظمة الدفع عبر الحدود الدولية، خصوصاً في الأسواق الناشئة.

وصي غير موثوق

وتكمن المفارقة في استراتيجية ترامب في أنها تؤدي إلى تسريع الاتجاهات ذاتها التي من المفترض أنه يحاول مكافحتها، فمن خلال مضاعفة التعريفات الجمركية والعقوبات، فإن ترامب يعزز التصور بأن الولايات المتحدة هي وصية غير موثوقة للنظام المالي العالمي، لكن في الواقع هذا التصور لا يؤثر على الخصوم مثل الصين وروسيا، وإنما يجد صداه عند الحلفاء أيضاً في أوروبا وآسيا الذين عبروا عن قلقهم حول الاعتماد على الدولار.

وتعتبر الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي لاستخدام «اليورو» في تجارة الطاقة مثالاً على هذا القلق المتزايد. عن «آسيا تايمز»


الثقة

تعتمد هيمنة الدولار الأميركي على الثقة بأن الولايات المتحدة ستتحرك كقائد مسؤول عن الاقتصاد العالمي، والثقة بأن الأصول التي يجري تقييمها بالدولار ستظل مستقرة ويمكن الوصول إليها.

وعن طريق استخدام الدولار كسلاح يخاطر ترامب بتآكل هذه الثقة، ليس فقط بين خصوم أميركا، وإنما بين حلفائها أيضاً. ومع تضاؤل هذه الثقة ستتضاءل أيضاً قبضة الدولار على مكانته كعملة احتياطية مرغوبة.

. رغم أن إصدار عملة «بريكس» يمثل تحدياً من الناحية العملية فإنه يرمز إلى رغبة جماعية في بناء نظام مالي أقل تأثراً بالنفوذ الأميركي.

. الأمر بالنسبة للصين لا يتعلق بالدولار فقط، وإنما حول تأمين موقفها كقوة عظمى أيضاً.