كتب تشاو لونغ، الباحث في معهد شنغهاي للدراسات الدولية في مقال نشرته صحيفة “غلوبال تايمز”، أن على أوروبا ألا تتجاهل مخاوف روسيا الأمنية من أجل تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.
وبحسب الخبير، فقد تفجرت الأزمة الأوكرانية الحالية بسبب عدم رغبة بروكسل بإعادة النظر في مبدأ “الأمن غير القابل للتجزئة”، وتصويب التوازن المختل الذي يمنح حلف الناتو وضعا استثنائيا ومتميزا على حساب الأطراف الأخرى.
وأشار تشاو إلى أن الدول الغربية لم تأخذ مخاوف روسيا الامنية على محمل الجد، رافضة الدخول معها في مفاوضات متكافئة. واضاف: إن أي نظام أمني أوروبي جديد لا يمكن أن يتجاهل روسيا”.
وأعرب كاتب المقال عن رأي مفاده: “أن من الضروري القيام بتدابير في عدة اتجاهات لاستعادة الثقة المتبادلة وتفعيل آليات الحوار في مجال الأمن بين أوروبا وروسيا”.
وحذر من أن استمرار أوروبا باتباع سياسة إضعاف وردع موسكو لن يقود إلا لمزيد من تدهور الأوضاع وإثارة صراعات جديدة.
في نهاية عام 2021 ، نشرت روسيا مسودة مشروع معاهدة مع الولايات المتحدة ومسودة مشروع اتفاقية مع الناتو بخصوص الضمانات الأمنية.
وطلبت موسكو من الشركاء الغربيين تقديم ضمانات قانونية بشأن عدم توسع حلف الناتو إلى الشرق، وعدم انضمام أوكرانيا للحلف، وعدم إقامة قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفييتي السابق.
كما تضمنت المقترحات أيضا بندا بشأن عدم نشر حلف الناتو أسلحة هجومية بالقرب من حدود روسيا، وانسحاب قوات الحلف المتواجدة في أوروبا الشرقية إلى مواقع ما قبل عام 1997.
لم ترد الولايات المتحدة على اقتراح سحب الأسلحة النووية المنتشرة خارج حدودها إلى الأراضي الوطنية، ورفضت وقف نشرها خارج الأراضي الوطنية.
وردا على ذلك، قالت موسكو إن الولايات المتحدة تتجاهل الطبيعة الشمولية للمقترحات الروسية، وترد على موضوعات “انتقائية” بشكل متمعد، وهذه الموضوعات بدورها تقود بأسلوب ملتو لخلق مزايا تفضيلية إضافية للولايات المتحدة وحلفائها.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن هذا النهج، وكذلك الخطاب المصاحب للمسؤولين الأمريكيين، يعزز الشكوك في إلتزام واشنطن بتصحيح الأوضاع في مجال الأمن الأوروبي.
المصدر: ريا نوفوستي