تدشّن فِرَق بطولة العالم لسباقات الجائزة الكبرى «الفورمولا1»، على حلبة مرسى ياس، اليوم، التجارب الحرة الرسمية الأولى والثانية لسباق «جائزة أبوظبي الكبرى»، الذي ينطلق بعد غدٍ، ويمثل الجولة الختامية للموسم، في سباق يشهد تنافساً محموماً بين فريقَي «ماكلارين« و«فيراري» لحسم اللقب الأخير على صعيد بطولة العالم للصانعين، بعد أن حُسم لقب بطولة العالم للسائقين مبكراً لمصلحة سائق فريق «ريد بُل»، الهولندي ماكس فيرشتابين.
ويدخل فريق «ماكلارين» سباق أبوظبي وهو في صدارة بطولة العالم للصانعين برصيد 640 نقطة، بفارق 21 نقطة عن ملاحقه فريق «فيراري» المتمسك بآماله في السباق الختامي، ليس على صعيد كسر العقدة التاريخية لسيارات الفريق الأحمر في «مرسى ياس» بتحقيق الانتصار الأول على هذه الحلبة، بل في قدرة سائقي الفريق، شارل لوكلير وكارلوس ساينز، على إنهاء السباق الرئيس بالمركزين الأول والثاني اللذين يمنحان الحاصل على أحدهما إجمالي نقاط يبلغ 38 نقطة، وهي كفيلة بتتويج «فيراري» باللقب المرهون بفشل سائقَي «ماكلارين»، البريطاني لاندو نوريس والأسترالي أوسكار بياسري معاً في تحقيق نتيجة أفضل من الخامس والسادس، اللذين يمنحان 18 نقطة، وبالتالي جعل الفريق ينهي موسمه بإجمالي 658 نقطة، وخسارة لقب بطولة الصانعين لمصلحة «فيراري».
وتحمل تجربتا اليوم – الأولى التي تستهل في الواحدة والنصف ظهراً، والثانية التي تقام في الخامسة عصراً بتوقيت سباق الأحد ذاته – أهمية كبرى لكلا الفريقين، في إيجاد معايير الضبط المثالية لخوض تحدي التجارب التأهيلية، غداً، بجانب اختبار معايير ضبط السباق، وبالتالي تعزيز حظوظهما في القدرة على المنافسة لحسم بطولة الصانعين.
وتبدو مهمة «فيراري» صعبة في القدرة على كسر العقدة التاريخية لحلبة «مرسى ياس»، في ظل وجود منافسين أقوياء، ليس على صعيد سائقي فريق «ماكلارين» فحسب، بل مع وجود تطلعات مشروعة لبطل العالم ماكس فيرشتابين لخطف انتصاره الخامس على التوالي على حلبة «مرسى ياس»، بجانب تطلعات بطل العالم السباعي وسائق فريق «مرسيدس»، البريطاني لويس هاملتون، لتعزيز سجله على صعيد السائق الأكثر فوزاً على هذه الحلبة برصيد خمسة انتصارات، حققها بين عامَي 2011 و2019.
يذكر أن فريق «ماكلارين» سبق له الفوز على حلبة «مرسى ياس» في نسخة 2011 مع البريطاني هاملتون، فيما اكتفى فريق «فيراري» تاريخياً في سباق أبوظبي بحصد المركز الثاني في خمس مناسبات، اثنتان منها في النسختين الأخيرتين مع السائق شارل لوكلير، ومرتين في نسختَي 2011 و2012 مع الإسباني فرناندو أولونس، ومرة في 2018 مع الألماني سيبستيان فيتيل.
نقطة حاسمة لـ «أسرع لفة»
ترتفع الإثارة في سباق بعد غدٍ مع محاولات فريقَي ماكلارين وفيراري الاستفادة من النقطة الإضافية الممنوحة للسائق الذي يتمكن من تسجيل أسرع لفة في السباق، التي يمكن لها أن تكون الفيصل في حسم لقب الصانعين، خصوصاً في حال انتهاء السباق بمركزين أول وثانٍ لسائقي فيراري، وحلول سائقي ماكلارين في المركزين الرابع والخامس، ما يجعل كلا الفريقين متعادلين بإجمالي النقاط البالغ 662 نقطة، وبالتالي ذهاب كلمة الفصل إلى النقطة الحاسمة للسائق الذي يتمكن من تسجيل اللفة الأسرع.
فاسور: سنقاتل حتى اللفة الأخيرة
مدير فريق «فيراري» فريدريك فاسور. من المصدر
أكد مدير فريق «فيراري»، فريدريك فاسور، أن الفريق سيقاتل حتى اللفة الأخيرة من سباق جائزة أبوظبي الكبرى، بطموح منافسة «ماكلارين» للفوز بلقب بطولة العالم للصانعين، في ظل المنافسة المفتوحة التي تجمع الفريقين في الجولة الختامية بطموح حصدهما اللقب للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، كان آخرها لـ«فيراري» موسم 2007، ولـ«ماكلارين» موسم 2008، وقال فاسور في تصريحات صحافية إن «نتيجة سباق جائزة قطر الكبرى، الأسبوع الماضي، كانت جيدة للفريق، والهدف الآن هو إتمام المهمة في أبوظبي»، وأوضح: «تفصلنا 21 نقطة عن فريق (ماكلارين) المتصدر، وكل شيء ممكن ولايزال متاحاً، ولدينا تفاؤل كبير، إذ إن الأمور على الورق تبدو أفضل قليلاً بالنسبة لنا، لكن بالنظر إلى عودة ماكس فيرشتابين، والقوة التي يظهرها فريق (مرسيدس)، يصبح من الصعوبة التنبؤ بما قد يحدث»، واختتم: «أمامنا الكثير في أبوظبي، وعلينا الضغط حتى اللفة الأخيرة من السباق».
الشقيقان لوكلير ظاهرة فريدة في تجارب اليوم
الشقيقان شارل وآرثر لوكلير. من المصدر
أعلن فريق «فيراري» أن سائق التطوير لديه، آرثر لوكلير، سيتولى مهام القيادة في التجارب الحرة الأولى اليوم، بجوار شقيقه الأكبر شارل، ليشكلا ثنائياً فريداً بتاريخ بطولة العالم لسباقات «الفورمولا1» كأول شقيقين يخوضان تجارب حرة في سباق جائزة كبرى.
وتأتي مشاركة آرثر كجزء من متطلبات البطولة، بوجود سائق يافع في حصتَي تجارب حرة على مدار جولات الموسم، لتختار «فيراري» منح سيارة سائقها الإسباني كارلوس ساينز، للسائق اليافع آرثر، ليخوض أولى التجارب الحرة لسباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى، ويسير آرثر، المنحدر من موناكو، على خطى شقيقه الأكبر شارل، بعد أن تدرج في أكاديمية «فيراري»، بعد موسمين ناجحين في سلسلتي سباقات «الفورمولا3» و«الفورمولا2»، قبل أن يمنح الثقة هذا الموسم لشغل مهام سائق التطوير على جهاز المحاكاة في المقر الرئيس لفريق «فيراري» في «مارانيللو» الإيطالية.
كما خاض آرثر (24 عاماً) اختبارين مع «فيراري» لهذا الموسم، الأول في يناير على حلبة برشلونة ضمن اختبارات «بيريللي» للإطارات، والثاني ضمن اختبارات تابعة للاتحاد الدولي للسيارات (فيا) على حلبة «فيورانو» الإيطالية في مايو الماضي.