اندلعت حرب كلامية بين رئيس الوزراء الأسترالي السابق، بول كيتنغ ورئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة، نانسي بيلوسي بشأن تايوان، بعد أن اتهمت هذه الديمقراطية البارزة، كيتنغ بالإدلاء بـ«تصريح غبي» حول الإقليم. وسارع كيتنغ إلى الرد، مشيراً إلى أن بيلوسي «كادت» أن تثير مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة والصين، بسبب زيارتها «الممتعة» لتايوان عام 2022.
وبدأ الخلاف بعد أن نشرت محطة «إيه بي سي» الإذاعية، مقتطفاً من مقابلة مرتقبة مع بيلوسي، وبخت فيها كيتنغ، لوصفه تايوان بـ«العقار الصيني». وقالت بيلوسي لـ«برنامج 7.30» على قناة «إيه بي سي»، «هذا أمر سخيف»، مضيفة «إنها ليست عقاراً صينياً، وعليه أن يعترف بذلك». واسترسلت «تايوان هي تايوان، وشعب تايوان هو الذي يتمتع بالديمقراطية هناك، أعتقد أن هذا كان تصريحاً غبياً». وأضافت بيلوسي، في المقابلة «ليس لديَّ أي فكرة عن كيتنغ، لكنني أعتقد أنه كان تصريحاً غبياً، ولا أعرف ما علاقته بالصين كي يقول شيئاً من هذا القبيل، لكن ليس من المصلحة الأمنية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، أن يتحدث الناس بهذه الطريقة».
كيتنغ، الذي طالما جادل بأن أستراليا لا ينبغي أن تنجر إلى صراع حول الوضع المستقبلي لتايوان، رد على بيلوسي وشبكة «إيه بي سي». وركز كيتنغ في بيانه على تصريح بيلوسي بأنه «ليس من المصلحة الأمنية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ أن يتحدث الناس بهذه الطريقة»، قائلاً: «هذا ما تقوله الزعيمة السابقة لمجلس النواب الأميركي التي- خلال زيارة متساهلة متهورة إلى تايوان في عام 2022- كادت أن تدفع الولايات المتحدة والصين إلى مواجهة عسكرية، لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية»، وأضاف «في الواقع، كان لابد أن تتلقى بيلوسي تحذيراً من رئيسها جو بايدن ومعه البنتاغون، من المخاطر العسكرية لزيارتها».
وقادت بيلوسي وفداً إلى تايوان في أغسطس 2022، لإظهار الدعم للجزيرة الخاضعة للحكم الديمقراطي، والتي تقول بكين إنها مقاطعة انفصالية، ولم تستبعد استعادتها بالقوة. وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس مجلس نواب أميركي إلى تايوان منذ ربع قرن. وقال بايدن علناً في الشهر السابق للزيارة، «إن الجيش يعتقد أنها ليست فكرة جيدة في الوقت الحالي». ودافعت بيلوسي عن رحلتها بالقول، إن الحزب الشيوعي الصيني «لا يمكنه منع زعماء العالم أو أي شخص من السفر إلى تايوان، لإبداء الاحترام لديمقراطيتها المزدهرة، ولتسليط الضوء على نجاحاتها العديدة، ولتأكيد التزامنا بمواصلة التعاون». وردت بكين بإجراء تدريبات عسكرية لمدة أربعة أيام، بما في ذلك اختبار إطلاق صواريخ بالستية فوق العاصمة التايوانية، تايبيه، للمرة الأولى.
وفي البيان الصادر أمس الثلاثاء، أشار كيتنغ أيضاً إلى أن شبكة «إيه بي سي» لم تقدم لبيلوسي الصورة الكاملة لموقفه. وقال «من الواضح أنه عندما يتم طرح سؤال مبتور بحلول الساعة 7:30، لم تكن نانسي بيلوسي على علم بأنني قلت أيضاً إن قضية تايوان سيتم حلها اجتماعياً وسياسياً بمرور الوقت، أي بين الطرفين، دون الحاجة إلى المواجهة أو العنف». وأضاف كيتنغ إنه يمثل «المصالح الوطنية لأستراليا، وليس المصالح الوطنية للولايات المتحدة ولا مصالح تايوان». وتابع «لقد لاحظت مرات عدة أن ما يُسمى بالخيارات الديمقراطية لتايوان ليست مركزية أو مصالح حيوية لأستراليا أكثر من القول إن غياب الأشكال الديمقراطية في دول مثل كمبوديا أو لاوس أمر حيوي لأستراليا». وقال كيتنغ أيضاً، إن «العالم كله يعترف بأن الصين وتايوان دولة واحدة». لقد التزمت أستراليا منذ فترة طويلة بسياسة «صين واحدة»، لكن هذا ليس هو نفس «مبدأ الصين الواحدة» الذي تروج له بكين.
منذ عام 1972، اعترفت الحكومة الأسترالية بحكومة جمهورية الصين الشعبية، «باعتبارها الحكومة القانونية الوحيدة للصين»، لكنها كانت أكثر غموضاً بشأن وجهة نظرها بشأن وضع تايوان. ويتمثل الموقف الرسمي في أن أستراليا «تعترف بموقف الحكومة الصينية، المتمثل في أن تايوان هي مقاطعة تابعة لجمهورية الصين الشعبية». وهذا يعني أنه في حين أن الحكومة الأسترالية لا تتعامل مع تايوان كدولة ذات سيادة، فإن الجانبين يحتفظان بعلاقات اقتصادية وثقافية على «أساس غير رسمي».
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، أثارت الحكومة الأسترالية مخاوف بشأن التعزيز العسكري السريع لبكين، وقالت إنها تعارض «أي تغيير أحادي الجانب للوضع الراهن عبر مضيق تايوان». وتعرض كيتنغ، الذي قاد أستراليا منذ عام 1991 إلى عام 1996، للتوبيخ من رئيس الوزراء الحالي أنتوني ألبانيز الأسبوع الماضي. وقال «بول لديه وجهة نظر، وهو أيضاً من حزب العمال، وظيفتي كرئيس للوزراء، أن أفعل ما تحتاج إليه أستراليا» وتابع «في عام 2024 أصبح العالم مختلفاً، الآن لقد تغير العالم بين عامي 1996 و2024 وحكومتي تفعل ما يتعين علينا القيام به اليوم». عن «الغارديان»
• بدأ الخلاف بعد أن نشرت محطة «إيه بي سي» الإذاعية مقتطفاً من مقابلة مرتقبة مع بيلوسي وبخت فيها كيتنغ لوصفه تايوان بـ«العقار الصيني».