احتفى مركز الشباب العربي في مقره الرئيس بأبوظبي بتخريج أعضاء النسخة الثالثة من البرنامج التدريبي «بودكاست الشباب العربي»، الذي استهدف نحو 100 شاب وشابة من 20 دولة عربية، وبحضور ممثلين من الخبراء والمدربين في مجال التدوين الصوتي، الهادف إلى تمكين الشباب الموهوب من مختلف البلاد العربية بمهارات إعداد المحتوى الرقمي المسموع الذي يلامس أولويات الشباب، ويدعم مسارات التنمية البشرية واقتصادات ومجتمعات المعرفة في المنطقة العربية.
وتضمن الحفل عرض جانب من أفضل حلقات «البودكاست» والأكثر تميزاً ضمن مخرجات البرنامج.
وقال الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان نائب رئيس مركز الشباب العربي: «إن الإنجازات التي يقدمها الشباب من خلال برنامج (بودكاست الشباب العربي) تترجم رؤية المركز الراغب في تمكين وتهيئة البيئة الحاضنة للشباب، عبر تزويدهم بالأدوات اللازمة للنجاح والتميز، وليكونوا هم من يقدمون الحلول لمختلف التحديات. ومن المهم أن يفكر صُنّاع المحتوى اليوم بعقلية عالمية، إذ إن التقنيات الحديثة تتجاوز عوائق اللغة، بما يسمح للشباب لتقديم المحتوى الهادف إلى العالم»، مؤكداً أن الأجيال الشابة هي الأقدر على الابتكار في رواية قصتنا للعالم.
وأضاف الشيخ راشد النعيمي: «صناعة (البودكاست) في عالمنا العربي لم تعد صناعة حديثة، بل يمكننا القول إنها صناعة متطوّرة قائمة بذاتها ولها جمهورها الخاص، وهي بوابة للفرص القادرة على زيادة إسهامات الشباب في إرساء القيم العربية، والتعريف بموروثنا الثقافي والتأثير في مختلف مجالات العمل التنموي». لافتاً إلى نجاح النسخ السابقة بالتأسيس لنماذج شبابية مبدعة في مجال التدوين الصوتي الاحترافي والهادف.
وقدمت النسخة الثالثة من البرنامج على مدار الأشهر الماضية، جلسات ودورات متخصصة في إنتاج «البودكاست» والتسجيل الصوتي والتلوين الصوتي، إضافة إلى ورش مونتاج وتسويق «البودكاست»، وجلسات مع خبراء في المجال لتطوير الأفكار، وتطوير خطط العمل وتطوير الإنتاج التقني وخطط النشر والتسويق، بالشراكة مع مؤسسات رائدة في صناعة المحتوى العربي، ومنها المنصّات العالمية: «صوت»، و«محتواي»، و«مُلهم بلَس»، و«أنغامي»، والتطبيق المعرفي «وجيز»، وأكاديمية «سكاي نيوز عربية».
وشهد الملتقى تكريم 26 شاباً وشابة من المتفوقين من أصل 100 عضو يمثلون 20 دولة عربية، إذ ركز البرنامج – على مدار شهرين – على 15 مجالاً مختلفاً للارتقاء بالمحتوى المسموع، والإسهام في إنتاج قنوات صوتية عربية شبابية بجودة عالية، وتعزيز مهارات الشباب العربي في مجال التلوين الصوتي، وتزويد الشباب بالمهارات الأساسية والمتقدمة اللازمة للانطلاق بمنصّاتهم الصوتية الخاصة.
البحث عن أفكار إبداعية
قال خبراء إن عدد المستمعين للمحتوى الصوتي الرقمي وصل إلى نحو 465 مليون شخص حول العالم، وفي عالم يعتمد بشكل كبير على التواصل البصري وانتشار الفيديو، فهذه الأرقام تدل على أن لـ(البودكاست) قدرة مميزة ليعيد التركيز بشكل أكبر على المحتوى والفكرة الهادفة، وأن المحتوى الصوتي العربي في العالم يشكل أقل من 3% من إجمالي المحتوى في العالم، وأمام التحوّلات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، تبرز الحاجة إلى صُنّاع قادرين على إثراء المحتوى العربي المتاح رقمياً بمحتوى وأفكار إبداعية حقيقية في مختلف المجالات الرياضية والصحة النفسية والطب والتجارب الإنسانية.
. 26 شاباً وشابة من المتفوقين من أصل 100 عضو يمثلون 20 دولة عربية تم تكريمهم.