الرئيسية الحياة والمجتمع بن صويلح.. صانع ضحك يحترم التقاليد

بن صويلح.. صانع ضحك يحترم التقاليد

0 القراءة الثانية
0
0
0
wp header logo1724965206478791502

من عالم التمثيل إلى فن «ستاند أب كوميدي»، كانت رحلة الفنان علي الجابري، الشهير لدى الجمهور بـ«بن صويلح»، الذي يحرص في عروضه على اختيار موضوعاته من الواقع والتجارب التي يعايشها في حياته اليومية، ليقدم للجمهور جرعة من الضحك والكوميديا، في إطار يحافظ على العادات والتقاليد ولا يكسر «التابوهات». ولفت بن صويلح في حديثه مع «الإمارات اليوم»، إلى أن فن «ستاند أب كوميدي» في الإمارات، يحتاج إلى المزيد من الدعم من أجل المنافسة عربياً بالدرجة الأولى، والوصول إلى مستوى يتيح تقديم جولات وعروض عالمية.

خطوات أولى

استهل بن صويلح حديثه باسترجاع الخطوات الأولى في عالم الفكاهة والضحك، قائلاً: «كنت من أوائل من قدموا فن (ستاند أب كوميدي) في الإمارات، فقبل دخولي عالم التمثيل ومنصات التواصل الاجتماعي كنت أقدم هذا الفن في عام 2013، لكن ظهوري على منصات التواصل الاجتماعي، تطلب مني الكثير من الوقت، وعدت إلى هذا الفن بعد انقطاع، ويمكن وصفها بالعودة القوية». وأضاف بن صويلح: «لم أدخل عالم (ستاند أب كوميدي) مصادفة، فمنذ طفولتي وأنا أقوم بتقديم هذا الفن على مدار اليوم، فكانت طريقة تناولي الأحداث والتفاصيل اليومية في حياتي منطلقة من هذا الفن وإنما بصبغة واقعية».

تفاصيل الحياة

ومن رواية تفاصيل الحياة الواقعية إلى المسرح، لفت بن صويلح إلى أنه يتمتع بشخصية مسرحية، ولهذا شارك تمثيلاً في العديد من المسرحيات، خصوصاً الكوميدية، موضحاً أنه في حال تناول جزءاً من المسرحيات الكوميدية، سنجد بأنها تنطوي على فن الستاند أب كوميدي، لاسيما حين يتحاور الممثل مع الجمهور وحده. وشدد على أن فن «ستاند أب كوميدي» هو من أصعب الفنون في المسرح، لأنه يتطلب وقوف الكوميدي وحيداً، والحديث لوقت طويل، وطرح الموضوعات التي يتفاعل معها الجمهور. وأشار إلى أنه استفاد كثيراً من المسرح في عروضه، مبيناً أنه يستخدم بعض أدوات التمثيل في طرح بعض الموضوعات، فيما بعض الموضوعات لا تتطلب منه سوى استخدام مهارات الإلقاء، فضلاً عن استخدامه لغة الجسد في كيفية طرح الموضوعات، وهي جميعها أدوات تسهم في إنجاح النكتة.

معايير

اختيار بن صويلح الموضوعات التي يطرحها على المسرح يخضع للعديد من المعايير، وأكد أنه يميل إلى طرح الموضوعات على طريقة الكوميديان القصصي، إذ يتعمد تقديم القصص الشخصية التي تحدث في حياته بطريقة كوميدية، بدءاً من الحياة الزوجية، مروراً بالمواقف مع الأصدقاء، وصولاً إلى المواقف الحياتية المحرجة، ويوجد نوعان للتواصل مع الجمهور، لأن الأخير يشعر بمعاناة المقدم وراوي القصة. ويبتعد بن صويلح عن المحرمات (التابوهات) في الموضوعات التي يطرحها، وهي التي يلتزم أعضاء نادي الكوميديا الإماراتي الابتعاد عنها أيضاً، وهي العنصرية والسياسة والدين والجنس، متأسفاً على اعتماد العديد من مقدمي الستاند أب كوميدي الغربيين على هذه الموضوعات من أجل إضحاك الجمهور، ومصنفاً هذه الموضوعات بكونها الأسهل. واعتبر بن صويلح أن الكوميديان خفيف الدم ليس مجبراً على طرق باب «التابوهات» لإضحاك الجمهور، مشدداً على أن الكوميديان الخليجي يلتزم العادات والتقاليد ولا يتطرق لهذه الموضوعات كي لا ينفر الجمهور، وكي يكون العرض صالحاً لجميع أفراد العائلة.

ولفت بن صويلح إلى أنه يميل إلى تقديم القصص الواقعية على المسرح، وأحياناً يتم طرح موضوعات ترتبط بالحياة والتعايش بين الجنسيات المتعددة، فهذا الخليط يزيد من الموضوعات التي يمكن طرحها على المسرح.

وسائل التواصل

وحول الانتشار الذي يحظى به هذا الفن على منصات وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، أكد بن صويلح أن هذه المنصات لا تخدم «ستاند أب كوميدي» على النحو الصحيح، لأن ردة فعل الشخص وهو يرى النكتة من خلال الشاشة، مختلفة تماماً عنها في المسرح، فالوجود في المسرح يوفر بيئة الضحك والاستعداد النفسي له، فيما الفيديو قد يظهر بين عشرات المقاطع ولا يثير المشاهد. ونوه بأن مقدمي هذا الفن يختارون أضعف نكتة قدموها على المسرح لتقديمها عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ولا ينشرون أقوى نكتة، وذلك بهدف ترك حيز من الفضول للجمهور لاستكشاف الأفضل على المسرح، كما أنه يتم تصوير العرض كاملاً في نهاية الجولة التي يقدمها الكوميدي، وبعد انتهاء العرض يتم تحميله كاملاً، وفقط هنا يمكن للمشاهد أن يعيش تجربة المسرح نفسها.

• أتعمد تقديم قصص شخصية بطريقة كوميدية، بدءاً من الحياة الزوجية، مروراً بالأصدقاء والمواقف المحرجة.

 


تحديات

اعتبر بن صويلح أن فن «ستاند أب كوميدي» يواجه بعض التحديات، منها أنه يتم أحياناً الحكم على الكوميدي من فيديو صغير منتشر عبر المنصات. وأشار إلى حاجة الإماراتيين للدعم الذي يدخل في إطار التحديات، وأن الإماراتيين الذين يقدمون هذا الفن قليلون جداً، ولهذا تم تنظيم تجارب الأداء لاكتشاف مواهب جديدة في الدولة، من أجل تعزيز المنافسة مع الدول العربية الأخرى. ولفت إلى أن الهدف هو أن يصل مقدمو فن «ستاند أب كوميدي» في الإمارات إلى العالمية، ويقوموا بجولات في دول عدة، ويقدم كل منهم عرضاً خاصاً بشكل سنوي، بقضايا وموضوعات جديدة.