وصف الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش موقف الغرب من أوكرانيا بأنه “غير أخلاقي”، حيث ستترك البلاد بدون سكانها من الذكور بسبب الخسائر نتيجة للأعمال القتالية.
جاء ذلك في إفادة صحفية له نقلتها الإذاعة والتلفزيون الكرواتي، حيث تابع ميلانوفيتش بأن دعاة السلام والمقاتلين من أجل السلام بالأمس في الغرب يريدون اليوم “شرب دماء الآخرين”، دون المخاطرة بأنفسهم، وما نقوم به كغرب جماعي هو أمر غير أخلاقي للغاية. فالحل ليس بتغيير السلطة في روسيا، فيما ستحشد الدبابات الألمانية في خاركوف مزيدا من الروس وستقربهم من الصين، وهذا ما يحدث بالفعل. إن ما نفعله غير حكيم سياسيا ويضر بالغرب”، مشيرا إلى أن التطور الحالي للصراع المسلح يؤدي إلى تكتيكات الأرض المحروقة، وأعرب ميلانوفيتش عن استعداده، بصفته الرئيس والقائد الأعلى في كرواتيا، لتقديم المساعدة الإنسانية، وإدانة العدوان، دون أي تدخل عسكري.
وقال ميلانوفيتش أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين كانت قد صرحت قبل شهرين بأن 100 ألف جندي أوكراني قتلوا، ما يعني أن 250 ألفا آخرين جرحوا. وإذا كان هذا صحيحا، فقد مات الآن حوالي 150 ألف منهم. وتابع: “إن لدى الروس ميزة بالذخيرة والمدفعية بلا حدود، وما الحل؟ ترك أوكرانيا بلا رجال تماما. لست رئيس أوكرانيا إلا أنني كنت متعاطفا مع هذا البلد”.
وفي عام 2022، خصصت كرواتيا، وفقا للسلطات، 16.5 مليون يورو لتجهيز أربعة ألوية من القوات الأوكرانية، ونقل الكثير من المدافع الرشاشة والمدفعية والذخيرة إلى كييف.
ويشغل الكومنولث الديمقراطي الحاكم غالبية المقاعد في البرلمان والحكومة في البلاد، فيما أعرب رئيسها ورئيس وزراء كرواتيا أندري بلينكوفيتش عن أسفه في يناير لعدم تمكن النواب من الموافقة على مشاركة زغرب في مهمة الاتحاد الأوروبي لتدريب العسكريين الأوكرانيين EUMAM في نهاية عام 2022.
وقد تحدث الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش مرارا وتكرارا ضد أي مشاركة للجيش الكرواتي في الأحداث بأوكرانيا، معربا عن شكوكه بشأن فعالية العقوبات التي لم تمنع حكومة بلينكوفيتش من اتخاذ أحد أصعب المواقف فيما يتعلق بروسيا في غرب البلقان وتقديم المساعدة إلى كييف، وكذلك عقد في الخريف لقاء “منصة القرم” بمشاركة عضوة الكونغرس نانسي بيلوسي.
وتابع ميلانوفيتش بأنه تم استفزاز روسيا للصراع مع أوكرانيا منذ 2014، وهو سلوك يهدد باستخدام الأسلحة النووية من قبل موسكو، حيث قال: “إننا نشهد أحدهم يستفز روسيا بنية التسبب في هذه الحرب، وبعد أن بدأت، فما الخطة؟ لقد مر عام، ونحن نتحدث الآن فقط عن الدبابات. لماذا لم تذهب هناك منذ اليوم الأول؟ الدبابات الألمانية والأمريكية، والتي لن تذهب إلى هناك على الإطلاق. سنرسل جميع الدبابات الألمانية إلى هناك، على الرغم من حقيقة أن أكثر من ألف من تلك التي بقيت من الاتحاد السوفيتي قد تم تدميرها بالفعل، وهو المصير الذي ينتظر هذه الدبابات أيضا”.
وتساءل الرئيس: “ما هو الغرض من هذه الحرب؟ هزيمة قوة نووية عظمى تقاتل على حدودها في بلد آخر غزته؟ هل يمكنك هزيمة مثل هذه الدولة بالوسائل التقليدية؟ ما هو الجواب؟ هل يمكن تقسيمها إلى أجزاء؟ وبعد ذلك، تطلق في حالة يأس 6 آلاف رأس نووي، ويبكي الجميع؟”.
وبحسب الرئيس فإن تلك حقيقة خطيرة، وهو يتحدث عنها منذ عام حتى الآن، و “لم يتغير شيء”.
المصدر: نوفوستي