الرئيسية سياسة بريطانيا وألمانيا تعززان قدراتهما العسكرية بـ «اتفاقية دفاعية تاريخية»

بريطانيا وألمانيا تعززان قدراتهما العسكرية بـ «اتفاقية دفاعية تاريخية»

0 القراءة الثانية
0
0
1
wp header logo1729990807524494632

وقعت بريطانيا وألمانيا قبل أيام، ما وُصف بأنه «اتفاقية دفاعية تاريخية»، تهدف إلى تعزيز الأمن والاستثمار والوظائف. وبموجب الاتفاقية، ستفتتح شركة الدفاع الألمانية «راينميتال» مصنعاً جديداً في المملكة المتحدة للتصنيع الحربي، ما يدعم مئات الوظائف. وستعمل الدولتان معاً لتطوير طائرات بدون طيار وصاروخ جديد بعيد المدى.

كما ستقوم طائرات المراقبة البحرية الألمانية بدوريات في شمال الأطلسي من قاعدة «لوسيموث» الجوية في أسكتلندا. وتشمل الاتفاقية مجالات عدة، بما في ذلك تطوير الصواريخ والتدريبات الإضافية في منطقة البلطيق، واستضافة الطائرات الألمانية المضادة للغواصات في أسكتلندا.

وقال وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس: «لا يمكن اعتبار الأمن في أوروبا أمراً مسلماً به». وتعتبر هذه الاتفاقية جزءاً من خطة رئيسة وضعتها حكومة حزب العمال البريطاني الجديدة لتوثيق العلاقات بين المملكة المتحدة والعواصم الأوروبية الكبرى، سواء من خلال حلف شمال الأطلسي، أو على أساس ثنائي.

وأضاف وزير الدفاع البريطاني، جون هالي، أن «اتفاقية (ترينيتي هاوس) تعني مستويات غير مسبوقة من التعاون الجديد بين القوات المسلحة والصناعة الألمانية». وكانت العلاقات الثنائية في مركز الاهتمام بالنسبة للمملكة المتحدة، منذ فوز حزب العمال في الانتخابات العامة في يوليو. وبعد ثلاثة أسابيع من التصويت، سافر هالي، إلى برلين لإجراء محادثات مع نظيره الألماني، بهدف الوفاء بتعهد «التفاوض بسرعة» على اتفاقيات عسكرية وأمنية مع الحلفاء الأوروبيين.

وسيكمل نص «ترينيتي هاوس» الصفقات الدفاعية بين الدول العسكرية الثلاث الكبرى في أوروبا (بريطانيا وألمانيا وفرنسا)، والأخرى هي اتفاقية «لانكستر هاوس» التي أبرمت قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2010، بين المملكة المتحدة وفرنسا، ومعاهدة «آخن» لعام 2019، التي تربط فرنسا وألمانيا بالتنسيق العسكري.

وأطلقت الحكومة البريطانية بالفعل مراجعة دفاعية استراتيجية لتحديد احتياجاتها العسكرية المستقبلية، لكن التعاون «الأنجلو-ألماني» يلبي مصالح برلين أكثر من مصالح لندن.

وبموجب الاتفاق، حصلت شركة «راينميتال» على صفقة لإنتاج «العتاد المدفعي» في المملكة المتحدة اعتباراً من عام 2027، وهي الخطوة التي ستخلق 400 وظيفة في المملكة المتحدة، وفقاً لوزارة الدفاع البريطانية، وتوسع بشكل كبير وجود الشركة في سوق الأسلحة في بريطانيا.

وقال إد أرنولد الذي تتبّع العلاقة الثنائية في معهد الخدمات المتحدة الملكي في لندن: «إن (راينميتال) تحصل على صفقة جيدة من هذا، لكنها متكاملة بشكل جيد للغاية داخل المملكة المتحدة على أي حال».

وتصنع «راينميتال» بالفعل مركبات مدرعة ودبابات للجيش البريطاني في المملكة المتحدة، والتقى رئيسها التنفيذي، أرمين بابرغر، برئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في برلين هذا الصيف.

كما تعمل الاتفاقية الثنائية على بدء العمل مع شركة «راينميتال» على تطوير أجزاء جديدة من مركبة «بوكسر» المدرعة للطلبات المستقبلية، وتدرج الطائرات بدون طيار كمجال آخر للتعاون الصناعي. وقال أرنولد، إن «الاتفاقية تشكل (أساساً قوياً) لتعزيز التعاون في المستقبل، بما في ذلك البحث المشترك في تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى».

وستعمل لندن وبرلين على تطوير قدرات «الضربة العميقة» القادرة على الطيران لمسافات أطول وبدقة أكبر من الأسلحة الحالية، مثل صواريخ «ستورم شادو كروز»، من إنتاج شركة «إم بي دي إيه».

وأعلن وزير الدفاع البريطاني، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي، الأسبوع الماضي، أن المملكة المتحدة ستشارك في المبادرة الأوروبية لتطوير أسلحة فعالة وحديثة، وإنتاج صواريخ بعيدة المدى بشكل مشترك، والتي تضم ألمانيا، إضافة إلى فرنسا وإيطاليا وبولندا.

وقال أرنولد: «تخلق الاتفاقية مزيداً من نقاط الاتصال بين المملكة المتحدة وألمانيا على المستوى الثنائي، ومن خلال حلف شمال الأطلسي في المناطق التي يتمتع فيها الجانبان بالقوة بالفعل».

ويشمل التعاون أيضاً مراقبة البنية الأساسية تحت الماء، وهو هدف أساسي خلال الأشهر الأخيرة، نظراً للثغرات الأمنية المحيطة بخطوط أنابيب الغاز، إلى جانب كابلات الاتصالات والكهرباء.

وتحقيقاً لهذه الغاية، يمنح الاتفاق طائرات الدورية البحرية الألمانية من طراز «بي 8 إيه» المستخدمة في مطاردة الغواصات، الحق في التحليق انطلاقاً من قاعدة أسكتلندية. ومع ذلك لم تحصل لندن على كل ما أرادته من الاتفاق، ولم تتعهد المملكة المتحدة بالانضمام إلى مبادرة الدفاع الجوي «سكاي شيلد» التي تقودها ألمانيا. ويربط هذا المخطط نحو 20 دولة، وهو ما أثار استياء فرنسا، في تحالف لشراء وتشغيل نظام دفاعي متعدد الطبقات في مختلف أنحاء القارة، مع التزام برلين ولندن بالعمل معاً على مثل هذه التكنولوجيا. عن «بوليتيكو» الأميركية

• الحكومة البريطانية أطلقت مراجعة دفاعية استراتيجية لتحديد احتياجاتها العسكرية المستقبلية.