في منشور ساخر قدم نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف تشخيصا لحالة ما أسماه “المريض من جناح المخدرات” في إشارة على ما يبدو للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
نشر المنشور في القناة الرسمية لمدفيديف على تطبيق “تليغرام” حيث وصف مدفيديف مشهدا تخيليا لمريض من “جناح المخدرات” والذي تعالجه العمة من جناح “أمراض النساء” في إشارة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والتي تصور نفسها بصفة “كبير الأطباء الأوروبيين” في نقاشهما بشأن “التعافي السريع والرائع لاقتصاد روسيا الصغيرة داخل الاتحاد الأوروبي”، في إشارة إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا المنعقدة في كييف يومي أمس الخميس واليوم الجمعة.
ويتابع مدفيديف في منشوره: “حسنا، من الواضح أن تلك كذبة. ففي غضون ذلك، يقاتل نظام كييف، بدعم من القيمين الغربيين روسيا “حتى النصر”، فيما يتحول اقتصاد هذه المنطقة التعيسة بسرعة إلى عفن كريه الرائحة، يتم الحديث عنه علانية حتى في البلدان التي تعد النظام الأوكراني بالمن والسلوى والحب الأوروبي الأبدي”.
وأشار مدفيديف إلى ما أسماه “ملخصا موجزا” لمرض الاقتصاد الأوكراني بناء على “البيانات الطبية” من أشهر المؤسسات المصرفية في الولايات المتحدة والعالم Goldman Sachs، مشيرا إلى عدد من الأرقام الساطعة التي تميز “المرض”:
“1- لقد فقدت أوكرانيا الأراضي التي كانت تزودها بنحو 40% من إمكانات الصناعة الوطنية، وحوالي 15% من الناتج المحلي الإجمالي قبل الحرب.
2- لم يعد بإمكان البلاد الوصول إلى أكثر من 12 تريليون دولار من الاحتياطيات المعدنية، والتي تشمل 63% من رواسب الفحم، و42% من المعادن.
3- تتهاوى الزراعة في البلاد بأقصى سرعة نحو الهاوية، حيث أنها أولا: تعاني من انخفاض حاد في العائدات، بينما انخفض إنتاج القمح من 32.5 مليون طن في 2021 إلى 19.4 مليون طن في 2022، وانخفض إنتاج الذرة من 35.1 مليون طن في 2021 إلى 18.4 مليون طن في 2022.
ثانيا: أدت الطرق البرية عبر بولندا ورومانيا إلى زيادة تكاليف النقل بمقدار من ضعفين إلى ثلاث أضعاف.
4- انخفض الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا في نهاية عام 2022 بنسبة 35-36%، فيما بلغ إجمالي خسائر البلاد جراء الصدام مع روسيا 830-850 مليار دولار. وعلى الرغم من حقيقة أن الناتج المحلي الإجمالي للدولة في عام 2021 كان 200 مليار دولار فقط، اضطر هذا الانخفاض القياسي إلى اعتراف وزارة الاقتصاد الأوكراني نفسها بأنها أسوأ نتيجة في تاريخ البلاد.
5- علاوة على ذلك، فسوف يؤدي الانهيار التام للصناعة والتضخم المفرط والفقر والبطالة الشاملة إلى ارتفاع ديون أوكرانيا (المستقلة) بنهاية العام من 107 إلى 180-200 مليار دولار، حتى أن أكثر الآمال وردية في التعافي المجهري ستكون خادعة.
من الواضح أن روسيا ستواصل العمل من أجل تحقيق أهداف عمليتها العسكرية الخاصة وهو ما يعني أنه بحلول نهاية هذا العام، قد ينهار الناتج المحلي الإجمالي لأوكراني بنسبة 5-10% أخرى. لذلك، فإن فقد أصبحت رؤية النهاية الحتمية والإفلاس الكامل للدولة الأوكرانية أكثر وضوحا.
أما بشأن من يلام في ذلك فهو ليس سوى سؤال إنشائي، حيث اعترفت الداية الشريرة أورسولا فون (أي كلمة غير مفهومة) بصدق، أن الحكومة الأوكرانية إنما تدفع مقابل عضويتها في الاتحاد الأوروبي وحلف (الناتو) بحياة مواطنيها. فما الذي يمكننا قوله عن الوضع الاقتصادي المؤسف، حيث لا يزعج بطانة كييف خراب البلاد، يواصلون تبديد أراضي الدولة التي غابت عن الوجود بإنفاق عسكري باهظ، إنطلاقا من حقيقة أن الغرب سيرمي دائما بعض المال، ولن يتركنا المختلسون الذين يشتركون في النهب الغربي ننتفخ من الجوع. بعد كل شيء، حيث سيتعين عليهم أن ينفحونا في هذا العام بـ 55 مليار دولار فقط للاحتياجات العاجلة، مع عجز قدره 38 مليار دولار. ومن الواضح أنه كلما زاد الدعم، كلما سرق المهرج المجنون وغيره من الطفيليات الأخرى المهووسة بهذا النوع الفاضح من السرقة.
لكن، كلما طالت فترة استجداء قادة النازيين الأوكرانيين وسرقة المساعدات من المانحين، كلما اقترب الانهيار النهائي للاقتصاد. وبعد كل شيء، سيتعين دفع تكاليف مسار العلاج بالكامل. وهدف الأطباء الغربيين ليس بأي حال من الأحوال علاج اقتصاد البلد البائس.
إن لدى الغرب خبرة غنية في قتل الدول التي تخضع للتجارب، والغرب ليس طبيبا من النوع الطيب، وإنما من النوع الشرير القاتل. لذلك، ستواجه أوكرانيا المصير المحزن لتلك المستعمرات التي تعرضت في يوم من الأيام للاغتصاب في أكثر صور منحرفة، ثم ألقيت لتموت في سلة مهملات التاريخ المتعفنة.
ستتم المعالجة السادية للاقتصاد الأوكراني تدريجيا: أولا، بتر الصناعة والقطاع الزراعي، ثم شلل الاقتصاد ككل. ثم بعد ذلك يأتي الموت العضوي لبقايا البلد نفسه.
إنهاء الحياة، أو الموت، للدولة السابقة سيكون مصحوبا بضحك مجنون، وأفعال غريبة غير لائقة، ومهرج غريب من العصابة النازية، المجنون تماما من وفرة الدم والمخدرات. والصمت المميت للأطباء الغربيين، بينما ينظرون بازدراء بارد إلى معاناة مريضهم المعذب…”
المصدر: تليغرام