فن الونّة هو أحد فنون الأداء التقليدية وهو فن عربي أصيل، يتميز بألحانه الغنائية الشجية التي تضفي جواً من الشوق والحنين، مع امتزاجها بكلمات من الشعر النبطي.
والونّة أيضاً من أغراض الشعر النبطي في الإمارات، حيث تصطبغ ألفاظ القصيدة بمسحة من الحزن والأنين، فيقال «فلان يكوس الوّنات»، أي يغني غناء الونّة، ويُعتقد أن اسم الونة تحريف لكلمة أنَّة وأنين، وقد يشترك في هذا الضرب من الغناء اثنان يتبادلان ويتناوبان على الغناء. ويمزج مغني الونّة في أغلب الأحيان أبياتاً من الشعر النبطي بلهجته العامية، في إشارة واضحة إلى التراث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
والونّة لون موسيقي أو نشيد يأتي ضمن أدوار وأناشيد عروض العيالة ويؤدّى في الاحتفالات والمناسبات الوطنية، والدينية والاجتماعية. ويختلف هذا الفن عن العيالة في صياغته اللحنية والإيقاعية، ومن حيث طبيعة الأداء، فهو يميل إلى الهدوء والرومانسية، نظراً لأن كلماته غزلية المضامين والمعاني، بعكس ما تحفل به كلمات أناشيد العيالة من معاني الحماسة والمديح والبطولات. وتؤدي الونّة بإيقاع أبطأ من إيقاع العيالة، وهناك أيضاً نماذج إيقاعية محددة يلتزم بها عازفو الطبول (التخامير)، بينما يلتزم عازفو آلات الدفوف (الطارات) بنماذج إيقاعية تختلف هي الأخرى عن العيالة. ومن وقت لآخر تتحول بعض آلات الدف عن هذه الإيقاعات، لتقوم بأداء إيقاع (الصجلة)، وفي الوقت نفسه يلتزم عازفا الطوس (الآلات النحاسية) بأداء نموذجين إيقاعيين محددين. ومن أشهر أشعار الونة في الإمارات، قصيدة الشاعر سعيد بن راشد بن سعيد بن عتيق الهاملي، التي يقول في مطلعها: «صاح ابذكر لمنادي.. بخطوفه.. يوم السفن بتشل».
ويذكر الباحث علي خميس السويدي في كتابه «فنون أصيلة في الذاكرة»، الصادر في طبعته الأولى عن معهد الشارقة للتراث عام 2021، أن فن الونّة يُؤدّى عند البدو بلا إيقاع، بل بأداء صوتي فقط، ويسمى غناء الذكريات، حيث يقوم بمهمة الأداء مغنٍّ منفرد، إذ اعتاد البدوي أن يردد أبيات الونّة وهو على ظهر ناقته في رحلة طويلة، ويعمل على تسلية نفسه بواسطة هذا النوع من الإنشاد أو الغناء، في حين يشير الباحث سعيد الحداد، إلى أن البدو كانوا يحيطون بالمغني جلوساً على الأرض، ويضع الونان يده على خده وهو يونّ ويستند إلى عصاه أثناء الغناء ويغمض عينيه. وقد يشارك الونان شخصاً آخر يتلقف منه شعر الغناء ونغمته في آخر بيت من الشعر، ويعيد غناءه مثلما غنّاه صاحبه. وغناء الونة يشبه غناء الموال في كثير من البلاد العربية، وكذلك غناء العتابا اللبنانية والفلامينكو الإسباني، وهو عادة من مقام بياتي، والأغلب أن يكون شعر الونّة في الذكريات وفي الغزل، ومنه ما هو في مدح «البوش».
• غناء الونة يشبه غناء الموال في كثير من البلاد العربية، وكذلك غناء العتابا اللبنانية والفلامينكو الإسباني.
• البدو كانوا يحيطون بالمغني جلوساً على الأرض، ويضع الونان يده على خده وهو يون ويستند إلى عصاه أثناء الغناء ويغمض عينيه.
• اعتاد البدوي أن يردد أبيات الونّة وهو على ظهر ناقته في رحلة طويلة، ليعمل على تسلية نفسه بهذا النوع من الغناء.