خطط هذا الملك للمجزرة الرهيبة التي كان لها مضاعفات وخيمة، في سرية تامة. جرت إبادة رسمية لجميع الدنماركيين الذين يعيشون في إنجلترا. تمت مداهمة الجميع كبارا وصغارا وقتلهم في كل مكان في يوم “القديس بريس”.
في منطقة أكسفورد حاول الدنماركيون الهرب من القتلة باللجوء إلى كنيسة القديس فريديسفيدا، إلا أن الأنجلوسكسون قاموا بإضرام النار فيما، ولقي جميع من فيها حتفهم احتراقا.
كانت إنجلترا في عهد الملك الأحمق إثيلريد تتعرض لغارات مستمرة من الدنماركيين، وأراد الملك أن يضع حدا لهذا الخطر بضربة عنيفة واحدة تستأصل ما كان يعتقد أنه خطر داهم.
المؤرخ النورماندي غيوم جوميج وصف هذه الأحداث الدموية بعد نصف قرن من وقوعها مشيرا إلى أن رافقها من رعب ووحشية أدينت حتى من قبل الوثنيين، لافتا في نفس الوقت إلى أن المجزرة جرت ضد دنماركيين كانوا يعيشون في سلام وهدوء بين البريطانيين.
غارات الفايكنغ، ومعظمهم من الدنماركيين على إنجلترا، والتي بدأت في نهاية القرن الثامن، كانت أدت إلى ظهور “مناطق القانون الدنماركي” في القرن التاسع في الجزء الشرقي من البلاد. هذه المنطقة كانت مستقلة وأصبحت لاحقا منطقة تتمتع بالحكم الذاتي، لا تطبق فيها القوانين الأنجلوسكسونية. على الرغم من فرض الملوك الانجلوسكسونيين السيطرة التامة على تلك المنطقة الخاصة بالدنماركيين، إلا أن هذا الجيب الدنماركي في شرق البلاد بقي قائما، وظل يحافظ على اتصالات وثيقة مع البر الدنماركي الرئيس.
حين استؤنفت غارات الفايكنج في نهاية القرن العاشر، بدأ الجيب الدنماركي في شرق إنجلترا يشكل تهديدا حقيقيا للأنجلوسكسونيين مرة أخرى. هذا الخوف كان الدافع لتلك المجزرة الرهيبة التي جرت في 13 نوفمبر 1002.
المذبحة أدت إلى نتائج سلبية مدمرة لإنجلترا. رد ملك الدنمارك سوين فوركبيرد على المذبحة التي نفذت ضد مواطنيه بإعداد جيش واسطول ضخمين وقام بغزو إنجلترا واحتلالها بالكامل بين عامي 1003 – 1013.
هرب الملك الأنجلوسكسوني إثيلريد الثاني الأحمق إلى منطقة النورماندي الواقعة بشمال فرنسا، ومات هناك في المنفى في عام 1016.
الحفريات في المنطقة أكدت المذبحة التي جرت ضد الدنماركيين. تم اكتشاف مقبرة جماعية في مقاطعة دورست بجنوب غرب بريطانيا تحتوي على 50 هيكلا عظميا لذكور تم إعدامهم. التحاليل أظهرت أن معظم القتلى كانوا من المنطقة الإسكندنافية، وأن عملية القتل جرت بعد القبض على هؤلاء، بضربات على الرؤوس أو الأعناق.
مقبرة جماعية أخرى تم العثور عليها في أكسفورد، واحتوت على 34 هيكلا عظميا لشباب جرى طعن معظمهم في الظهر، فيما جرى حرق آخرين. يفترض الخبراء أن البقايا المحترقة هي لأولئك الذين لجأوا إلى كنيسة القديس فريديسفيدا.
تخوف ملك إنجلترا إيثلريد الثاني من الدنماركيين الذين يعيشون في مملكته وتوقع منهم الخيانة، وظن أنه بتلك المذبحة قد تخلص من خطر محدق يتهدد مملكته، إلا أن النتيجة كانت عكسية تماما ومدمرة.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
خطأ تقني كاد يطلق إشارة فناء البشرية
كان التحذير من هجوم سوفيتي صاروخي هائل الحجم فجر 9 نوفمبر 1979 مرعبا إلى درجة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي زبيغنيو بريجنسكي كتب قائلا: “أردت أن أتأكد من أننا لن نموت وحدنا”!
قصة رجل “توفى قبل مئتي عام من ولادته”!
انتشرت العديد من القصص عن أشخاص ادعوا أنهم سافروا إلى الماضي أو إلى المستقبل. إحدى أكثر القصص إثارة وغرابة صاحبها يدعى يفغيني غايدوتشوك، وقد أتى إلى الاتحاد السوفيتي من القرن 23.
هزيمة إمبراطورية بسلاح “الأفيون”!
حاولت الصين وقف تجارة الأفيون وانتشار الإدمان، وصادرت السلطات ربيع عام 1939 حوالي 1400 طن من الأفيون تعود للتجار البريطانيين وأتلفتها، وردت بريطانيا لاحقا بإعلان الحرب.
أنا ابن فينسينزو تخليت عما سبق من أفكار!
أعاد بابا الفاتيكان بولس الثاني في 31 أكتوبر 1992 الاعتبار إلى العالم الفلكي غاليليو غاليلي، مشيرا إلى أنه كان على حق في قوله إن الأرض والكواكب الأخرى تدور حول الشمس.