المجاملات السامة دائماً تخفي الآراء الحقيقية لأصحابها، وعندما يمدحنا الناس، لا نرى إلا الخير في هذا المديح، ومع ذلك، يمكن للكلمات الجميلة أحيانًا أن تخفي حيلًا نفسية للتلاعب بالمشاعر وما ينتج عنها من أضرار نفسية قد تكون خطيرة ومدمرة في كثير من الأحيان.
في هذا السياق، توضح عالمة نفس الأسرة أولجا رومانييف، كيفية التعرف على وفهم أن قريبك أو أحد أفراد أسرتك يستخدم مجاملات سامة للتلاعب بمشاعرك.
الانتقال من الثناء إلى المطالب
تقول أولجا رومانييف، في حوار مع صحيفة "مساء موسكو"، إنه في أغلب الأحيان، تُستخدم المجاملات السامة كمقدمة لتقديم طلبات معينة أو للتقليل من قيمة رأيك.
على سبيل المثال، قد يبدأ أحد أقاربك محادثة حول مدى ذكائك وموهبتك، ثم يستخدم ذلك كـ "تأكيد" لوجهة نظره. إذا كنت تشعر أن المجاملة ليست مجرد مجاملة، بل هي شيء أكثر من ذلك، فأنت تتعامل مع التلاعب
استخدام المجاملة للسيطرة
إذا أصبحت المجاملات وسيلة للتحكم في سلوكك، فقد تكون علامة على أن قريبك أو أحد أحبائك يستخدم المديح عمدًا للتأثير عليك.
على سبيل المثال، قد يكون الإعجاب المستمر بإنجازاتك وسيلة لجعلك تفعل ما يريده الشخص الآخر، مثل أن تسمع عبارة كهذه: "كم هو جميل أن تضع الأشياء في الخزانة، لن أتمكن أبدًا من فعل ذلك بهذه الطريقة" – وكل شيء، أنت سعيد بتولي جميع الأعمال المنزلية.
أفعال وأقوال متناقضة
في بعض الأحيان، قد تتعارض المجاملات والثناء السام مع السلوك الفعلي لأحد الأقارب أو الأحباب.
على سبيل المثال، عندما تسمعهم يقولون: "كم أنت رائع" في شيء ما، تلاحظ أنهم ينتقدون عملك باستمرار أو يقوضون ثقتك بنفسك، ليكون الأمر كالتالي: "أنت ذكي جدًا، لكنك كسول".
الشعور بالذنب
يحدث أنه بعد المجاملة ستشعر بالذنب أو أنك مدين بشيء للشخص الذي قدمها.
من الممكن أن تكون المجاملات قد استخدمت كوسيلة لخلق هذه المشاعر بداخلك لمزيد من التحكم.
العزلة والتلاعب
يمكن أيضًا أن تكون المجاملات السامة بمثابة أداة لعزلك عن الآخرين أو الإيقاع بك في شرك التبعية لشخص ما.
إذا كان أحد أقاربك أو أحبائك يؤكد باستمرار على خصوصيتك، ولكن في الوقت نفسه يحد من اتصالاتك مع الآخرين أو يمنعك من أن تكون مستقلاً، فقد تكون هذه علامة على التلاعب بك وبخصوصيتك.
كيفية التعامل مع المجاملات السامة
الوعي بأن ما يُقال لك يقع ضمن المجاملات السامة هو الخطوة الأولى والمهمة لإدراك كيفية التعامل مع هذا النوع من المجاملات.
بعد ذلك يأتي وضع الحدود وإجراء محادثة مفتوحة مع الشخص لإظهار كيف يجعلك هذا السلوك تشعر به.
إذا كان الوضع يتطلب ذلك، فإن الاتصال بالطبيب النفسي أو المختص يمكن أن يكون مفيدًا في فهم المشكلة وحلها.
يمكن أن تكون المجاملات السامة أداة معقدة للتلاعب بالمشاعر، لكن إدراك وجودها وتعلم مواجهتها يمكن أن يساعدك على حماية سلامتك العاطفية والنفسية.
فكن يقظًا وتذكر أن العلاقات الصحية مبنية على الاحترام والدعم المتبادلين. والتلاعبات التي تؤثر على سلامتك العاطفية والنفسية تكون فعالة فقط إذا تفاعلت رضخت لها.