تمثل «الكرابي» واحدة من أشهر الألعاب التراثية في الإمارات، التي اعتاد الأطفال ممارستها قديماً في الفرجان، ومازالت تمارس في الوقت الحالي، وتنظم لها مسابقات ضمن المهرجانات والفعاليات التراثية.
وكانت لعبة «الكرابي» قديماً تقتصر على الفتيات، ولكن حالياً أصبح الأولاد من الجنسين يمارسونها. وهي من الألعاب الثنائية، وفي الوقت نفسه يكون للجماعة التي تقف حول اللاعبين دور مهم في عملية التشجيع والمشاركة، وتعتمد هذه اللعبة على قدرة اللاعب ومهارته في حفظ التوازن.
وتمارس «الكرابي» في مكان فسيح، ويفضل أن تكون الأرض ممهدة أو صلبة لكي تسهل حركة اللاعبين. ويرسم خطان مستقيمان وموازيان، يبعد كل خط عن الآخر مسافة أربعة إلى خمسة أمتار تقريباً، ويقف أعضاء الفريقين على خطين متوازيين، وتبدأ اللعبة بقفز لاعب من أحد الفريقين على قدم واحدة ويمسك قدمه الأخرى بيده المخالفة لهذه القدم، فيمسك قدمه اليمنى بيده اليسرى على سبيل المثال، ويحاول اللاعب الوصول إلى خط الفريق الآخر، بينما يحاول الفريق الآخر إعاقته ومنعه من الوصول، فإذا وقع اللاعب على الأرض يخرج، ويحل محله لاعب آخر، وتشارك بقية اللاعبين بتشجيع المتنافسين لإثارة الحماس في ما بينهما. ويقوم اللاعبون بترديد أهزوجة ارتبطت مع هذه اللعبة، وفيها يقول اللاعب: «العب كرابي وجول». ويرد عليه الثاني بقوله: «واشرب من عين الحاقول»، والحاقول نوع من أنواع السمك الذي يتميز بالنشاط والحيوية في الماء، ولذلك يتم تشبيه اللاعب به، ويتوقف الفوز أو الخسارة في هذه اللعبة على قدرة تحمل اللاعب في رفع ساقه والقفز عليه لأطول مدة ممكنة دون أن يطيح (يقع) أرضاً.
ومثل العديد من الألعاب الشعبية التي عرفتها الإمارات منذ سنوات طويلة، تسهم «الكرابي» في منح الأطفال العديد من المهارات الجسدية والاجتماعية، مثل المهارات البدنية والتوازن والاعتياد على الحركة بما يكسب الجسم القوة والرشاقة والقدرة على المناورة.
أما المهارات الاجتماعية والسلوكية فمن أهمها: الثقة بالنفس، والعمل بروح الفريق، وسرعة التفكير والمبادرة والحماس والقدرة على وضع أهداف والسعي إلى تحقيقها بجهد وثقة. ولذلك تبذل دولة الإمارات جهوداً كبيرة للحفاظ على التراث بكل أشكاله وعناصره، وتعريف الأجيال الجديدة به وتشجيعها على ممارسته في مختلف نواحي الحياة اليومية، وذلك من خلال تنظيم بطولات ومسابقات للألعاب التراثية، إلى جانب العديد من الفعاليات والمهرجانات التي تركز على الموروث التراثي والثقافي، واستقطاب العائلات للمشاركة في هذه الفعاليات في أجواء عائلية يستمتع بها الكبار والصغار على السواء، وتعريف المشاركين بالأهمية الاجتماعية والنفسية والبدنية لهذه الأنشطة، وضرورة ممارستها للحد من ارتباط الأطفال والنشء بالألعاب الإلكترونية لما لها من مخاطر عدة.
• تبذل الإمارات جهوداً كبيرة للحفاظ على التراث بكل عناصره، وتعريف الأجيال الجديدة به وتشجيعها على ممارسته.
• يكون للجماعة التي تقف حول اللاعبين دور في التشجيع، وتعتمد اللعبة على قدرة اللاعب ومهارته في حفظ التوازن.
• التوعية بالألعاب الشعبية تحد من ارتباط الأطفال والنشء بالألعاب الإلكترونية لما لها من مخاطر عدة.
• «الكرابي» تمنح الأطفال العديد من المهارات الجسدية والاجتماعية، مثل التوازن واعتياد الحركة والقوة والرشاقة.