تواصل معنا للاستفسار
أقرّ الكرملين، أمس، بوجود «خطر» من وقوع هجمات أوكرانية على مواقعه في شبه جزيرة القرم، مؤكداً في الوقت ذاته اتخاذ إجراءات مضادة فعالة.
وفيما قالت أوكرانيا إنها تواجه نقصاً حاداً في الكهرباء بعد هجمات روسية، وحذرت من أنه لن يكون ممكناً على المدى القصير إعادة أنظمة الطاقة إلى حالتها ما قبل الحرب، قللت ألمانيا من خطر حدوث تصعيد نووي في الحرب بأوكرانيا قائلة إنه تضاءل.
وتفصيلاً، تحدث الكرملين أمس عن «خطر» وقوع هجمات من جانب أوكرانيا على مواقعه في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في 2014، عقب إعلان مسؤولين في وقت سابق إسقاط طائرة مسيّرة على مقربة من قاعدة بحرية روسية رئيسة.
جاء الهجوم الأخير بالطائرة المسيرة في أعقاب توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً إلى الجسر الوحيد الذي يربط القرم بالبر الروسي الرئيس، لتفقد أشغال تصليح هذا الشريان الرئيس إثر تعرضه لتفجير.
وأعلن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين «هناك مخاطر لأن الجانب الأوكراني يواصل اتباع خطه في شن هجمات. لكن من ناحية أخرى، تشير المعلومات التي تردنا إلى اتخاذ إجراءات مضادة فعالة».
وقال حاكم القرم المعين من موسكو سيرغي إكسيونوف الشهر الماضي، إن روسيا تقوم بتعزيزات في شبه الجزيرة في أعقاب هجمات.
وكان حاكما منطقتين محاذيتين لأوكرانيا معينين من موسكو قد أعلنا أنهما تفقدا أعمال بناء خطوط دفاعية، بعد أيام على قصف بمسيرات طال قواعد جوية عسكرية رئيسة.
وفي الحادثة الأخيرة فوق القرم الخميس، أعلنت روسيا أنها أسقطت مسيّرة فوق البحر الأسود قرب سيفاستوبول، كبرى مدن شبه جزيرة القرم، والتي تضم قاعدة بحرية روسية رئيسة.
وقال حاكم منطقة سيفاستوبول الإدارية، ميخائيل رازفوجاييف «كالعادة، قام جيشنا بعمله بشكل جيد».
من جهة أخرى، فرضت أوكرانيا انقطاعاً طارئاً للتيار الكهربائي أمس، في الوقت الذي حاولت فيه إصلاح البنية التحتية للطاقة التي تضررت من الضربات الجوية الروسية، التي قالت شركة تشغيل الشبكة الوطنية إنها تسببت في نقص كبير في الإمدادات.
وقصفت روسيا منشآت الطاقة في أنحاء أوكرانيا في أحدث موجة كبيرة من الهجمات يوم الإثنين.
وقالت شركة أوكرانرغو المشغلة لشبكة الكهرباء «اعتباراً من الساعة 11 صباحاً يوم 8 ديسمبر، بسبب الأضرار الناجمة عن الضربات الصاروخية لمحطات الطاقة وشبكة الجهد العالي، يعاني النظام نقصاً كبيراً في الكهرباء».
وقال حاكم منطقة زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا، أولكسندر ستاروخ «في جميع المناطق، هناك نقص في الطاقة يصل إلى ثلث ما هو مطلوب».
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للسكان، إن انقطاعات الكهرباء ستستمر عبر أغلب المناطق في البلاد، رغم أن العمال يسابقون الزمن لإصلاح الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الخاصة بالكهرباء، جراء الهجمات الروسية.
وفي الكلمة التي ألقاها مساء الأربعاء، قال زيلينسكي إن القدرة على إنتاج الكهرباء تتسع باطراد، ولكنه حذر من أنه لن يكون ممكناً على المدى القصير إعادة أنظمة الطاقة إلى حالتها ما قبل الحرب.
وفي برلين، صرّح المستشار الألماني أولاف شولتس، بأنه يرى أن خطر حدوث تصعيد نووي بالحرب في أوكرانيا تضاءل.
وقال شولتس لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية، وكذلك لصحيفة «كويست فرانس» الفرنسية، في تصريحات نشرت أمس: «روسيا توقفت عن التهديد باستخدام أسلحة نووية».
وتابع المستشار الألماني: «خلال زيارتي لبكين تحدثت أنا والرئيس الصيني شي جين بينغ، أنه لن يتم السماح باستخدام أسلحة نووية. وبعد ذلك بوقت قصير أكدت دول مجموعة الـ20 (جي20) هذا الموقف».
وناشد شولتس روسيا إنهاء الحرب فوراً، وسحب القوات من أوكرانيا، وقال: «من الصائب أن يتعلق السؤال بعد ذلك بالطريقة التي يمكننا من خلالها تحقيق الأمن لأوروبا».
وتابع المستشار الألماني: «بالطبع إننا مستعدون للتحدث مع روسيا بشأن مراقبة التسلح في أوروبا. عرضنا ذلك بالفعل قبل الحرب، ولم يتغير شيء في هذا الموقف».
وفي الوقت ذاته، أكد المستشار الألماني: «إننا نفعل كل شيء من أجل الحيلولة دون حدوث حرب مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مثل هذا النزاع لن يسفر سوى عن خاسرين، في جميع أنحاء العالم».