أعلن الكرملين أمس، أن روسيا ليست مهتمة بوقف الحرب في أوكرانيا، مؤكداً استمرار عملياتها العسكرية «الخاصة» حتى النهاية. وفيما أعلنت موسكو أنها سترد «بحزم شديد» على التوغلات المسلحة المستقبلية، واعتراضها طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ دعم بكين لمصالح موسكو «الأساسية».
وتفصيلاً قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن الكرملين غير مهتم بوقف الحرب مع أوكرانيا.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن بيسكوف القول، أمس، إن روسيا مستمرة في «عملياتها العسكرية الخاصة» إلى النهاية، حتى تؤكد مصالحها وتحقق أهدافها، إما من خلال القتال أو عبر «سبل أخرى متاحة».
ووفقاً لبيسكوف، فإنه لا توجد حالياً أي دلالات على احتمالية التوصل إلى حل سلمي. وأضاف أن المفاوضات مع كييف مستحيلة لأن القيادة الأوكرانية نفسها «حظرت المفاوضات من أي نوع مع روسيا».
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اعتبر «انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية المحتلة شرطاً أساسياً لإجراء مباحثات سلام».
من ناحية أخرى، تحدث الرئيس الروسي فلادمير بوتين عن «الاضطراب المتزايد في العالم»، في ظل الحرب التي أمر بشنّها منذ نحو عام ونصف العام، وذلك في رسالة عبر الفيديو موجهة لمؤتمر أمني في موسكو.
وقد تعرضت منطقة «بيلغورود» الروسية الواقعة على الحدود مع أوكرانيا لهجوم بـ«عدد كبير» من الطائرات المسيّرة، طبقاً لما ذكرته السلطات.
وقال الحاكم فياتشيسلاف جلادكوف، أمس، إن سيارات ومباني سكنية ومباني إدارية، تعرضت لأضرار في مدينة بيلغورود نفسها، وفي أماكن أخرى في المنطقة. وتم تدمير معظم الطائرات المسيّرة، بنيران مضادة للطائرات.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه يبدو أنه تم استخدام ما لا يقل عن ثلاث مركبات مدرعة أميركية في الهجوم على بيلغورود. وذكرت الصحيفة الثلاثاء، بعد تحليل صور ومقاطع فيديو على تطبيق تيليغرام أن مركبتين من الثلاث صادرتهما القوات الروسية.
وكان الجيش الروسي أعلن الثلاثاء أنه «سحق» بسلاحه الجوي ومدفعيته، المجموعة التي هاجمت المنطقة في اليوم السابق، في أكبر توغل في الأراضي الروسية منذ بدء النزاع. وفي الأثناء قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن موسكو سترد «بحزم شديد» على التوغلات المسلحة المستقبلية، بعد يوم من هجوم شنته مجموعات عبرت من أوكرانيا إلى الأراضي الروسية.
وأوضح شويغو خلال اجتماع مع كبار المسؤولين العسكريين: «سنواصل الرد بسرعة وحزم شديد على مثل هذه الأعمال».
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية، إنها أرسلت إحدى طائراتها الحربية لاعتراض قاذفتين أميركيتين فوق بحر البلطيق كانتا تقتربان من الحدود الروسية، وهو ما أكدته واشنطن.
وأفادت وزارة الدفاع على تيليغرام: «بعد انسحاب الطائرتين الحربيتين الأجنبيتين من الحدود الروسية، عادت المقاتلة الروسية إلى قاعدتها الجوية» من دون أي حادث يذكر.
وقالت الوزارة إن الطائرتين المعنيتين هما قاذفتان استراتيجيتان تابعتان لسلاح الجو الأميركي، من طراز B-1B، و«كانتا تقتربان من الحدود الروسية»، موضحة أنها أرسلت مقاتلة Su-27 لاعتراضهما.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية اعتراض الطائرتين. وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر إن القاذفتين كانتا تشاركان في «تمرين مقرر منذ وقت طويل في أوروبا».
وفي بكين أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس، دعم بلاده لمصالح موسكو «الأساسية» خلال اجتماع عقده مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين.
وعززت الصين وروسيا في السنوات الأخيرة التعاون الاقتصادي والدبلوماسي، وازداد التقارب بينهما منذ حرب أوكرانيا، رغم إصرار بكين على أنها تلتزم الحياد تجاه النزاع.
وتعد زيارة ميشوستين الأعلى مستوى التي يجريها مسؤول روسي إلى الصين منذ الحرب العام الماضي.
وأفاد شي رئيسَ الوزراء الروسي في نص لتصريحاته نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة بأن البلدين سيواصلان «تقديم الدعم الثابت بعضهما لبعض بشأن القضايا المرتبطة بمصالح كل منهما الأساسية، وتعزيز التعاون في المحافل متعددة الأطراف».
وفي جنيف صوّتت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية بأغلبية ساحقة، أمس، على إدانة الحرب الروسية في أوكرانيا والهجمات الروسية على مرافق الرعاية الصحية، في بادرة جديدة لدعم كييف.
وصوّتت الدول الأعضاء في المنظمة المجتمعة في جنيف، بأغلبية 80 صوتاً مقابل تسعة أصوات وامتناع 52 عن التصويت، وذلك «للتنديد بأقوى العبارات بعدوان الاتحاد الروسي المتواصل على أوكرانيا، بما في ذلك الهجمات على مرافق الرعاية الصحية، فضلاً عن الهجمات واسعة النطاق على المدنيين والبنية التحتية المدنية الحيوية».