بين سطوة عوالم الافتراضي، وتحول اهتمامات الناس نحو المنصات الاجتماعية المتعددة، بدأت الساحة الثقافية، والكتاب والناشرون وصناع المحتوى الثقافي، في تعلم إتقان لعبة «الهاشتاغ» و«الترند» و«عدد المشاهدات». فما استراتيجيات الناشرين أمام هذا التغيير؟ وما دور صنّاع المحتوى، ومدى استفادة الكاتب من هذه التغييرات والفرص، كلها محاور واهتمامات تناولتها جلسة «مبيعات الكتب في زمن التواصل الاجتماعي»، التي أدارتها مساء أمس، في مكتبة محمد بن راشد، بحضور الكاتبة الإماراتية صالحة عبيد، وكل من الكاتبة والصحافية العمانية هدى حمد، مؤسسة قناة «ضد النسيان» للكتب، وصانع المحتوى السعودي سامي البطاطي، مؤسس ومقدم قناة «ظل كتاب» على «اليوتيوب».
تجارب الافتراضي
وأضاءت الكاتبة صالحة عبيد، تأثيرات العالم الافتراضي في الوجود الواقعي، وأبعاد هذا التأثير، وأبرز تمثلاته وتحولاته.
واستعرض كل من سامي البطاطي والكاتبة هدى حمد، للحضور تجربتهما الشخصية في عوالم الافتراضي، متوقفَين لدى أبرز الصعوبات التي واجهتهما في بداية المشوار وتعلمهما من الأخطاء، ففي الوقت الذي كانت مشاركة البطاطي الآخرين تجربته الشخصية مع الكتب، أبرز دوافع تأسيس قناته الافتراضية في 2016، لتقديم 160 مراجعة وفيديوهات لمعارض كتب ومكتبات حول العالم، اعتبرت الكاتبة هدى حمد هذه الخطوة بمثابة الأرشفة الشخصية لرصيد قراءاتها، وتجسيداً لارتباطها الوثيق بالمعرفة وشغف الكتب، قائلة «نحن في زمن مادي، متسارع واستهلاكي، فماذا لو استطعنا من خلال هذه التجربة، لفت نظر قارئ محتمل في الجهة الأخرى إلى فكرة قصة أو كتاب ما».
دعامات وتحديات
استشهد البطاطي بتجربته مع المحتويات التي يقدمها على «اليوتيوب»، وإسهاماتها أحياناً كثيرة، في الترويج للعديد من الكتب، مشيراً إلى أنه التمس هذا الأثر، في أحد الإصدارات التي حظيت بعد ستة أشهر من تقديمها ومناقشتها على قناته، بالترجمة العربية.
وأكدت هدى حمد امتلاء فضاءات الافتراضي بـ«سيلان» من المحتويات «الفضائحية»، والفوضى «الشتائمية» بأشكال لا نهائية، تأخذ فيها «عروض الكتب» حظاً ضئيلاً جداً مقارنة بغيرها، ما يصعب قياس آثارها، فلابأس أن يتحول الكتاب وسط هذا الضجيج إلى «ترند». تمسكت الكاتبة بالأمل في وجود قارئ فاحص ومتمعن، وناقد يستقرئ خياراته ولا ينساب مع تصورات جاهزة يمكن أن تقدم له على فضاءات الافتراضي من صناع المحتوى.