أكد المفكر الدكتور عبدالله الغذامي، على ضرورة تعزيز قدرة اللغة العربية على التنافسية، حتى تستطيع أن تحقق مزيداً من الانتشار، وتستحوذ على اهتمام الأجيال الجديدة، بما يدفعهم لتعلمها وإتقانها، موضحاً أن اللغة هي سند الإنسان في مواجهة الهويات العرقية وما ينتج عنها من صراعات مدمرة.
وأضاف الغذامي لـ«الإمارات اليوم»، أن تعلّم أي لغة يرتبط بإحساس من يتعلمها بأنها مفيدة له، وأنها ستحقق له فائدة عملية، مثل من يدرس الطب أو الهندسة لكي يمارس ما درسه كمهنة، فلابد أن يشعر طلاب اللغة بأنهم سيحصلون على فائدة منها، مثل التأهل للحصول على وظائف على سبيل المثال، داعياً المؤسسات الكبرى في المنطقة العربية إلى دعم تعلم اللغة العربية، سواء للأجيال الجديدة أو لغير حتى العرب، من خلال وضع شروط لقبول المتقدمين لشغل الوظائف لديها ترتبط بإتقان اللغة العربية.
ورأى المفكر السعودي الحائز العديد من الجوائز، ومن أبرزها جائزة شخصية العام الثقافية بجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2022، أن السبب في تراجع تعلم وإتقان اللغة العربية ليس هو استخدام وسائل تعليم تقليدية خالية من الابتكار والإبداع، مشدداً على أن الطالب لن يقبل على تعلم العربية لمجرد أنها جميلة، ولكنها يجب أن تمثل ضرورة له ولغيره من الأجيال، وعندها فقط ستنتشر.
وأضاف: «في الوقت الحالي نجد أن الطلبة العرب لديهم يقين بأن إتقان اللغة الإنجليزية مع مادة مثل الحاسب الآلي سيتيح لهم الحصول على فرصة عمل في أي مكان في العالم، وليس في بلادهم فحسب، ولذلك لن تكون اللغة العربية لغة منافسة إلا إذا أصبحت مجدية لمن يتعلمها».
وأشار الدكتور الغذامي إلى أن اللغة العربية ليست هوية، ولكنها مظلة تجمع تحتها كل من يتحدث بها، ولذلك فهي تعمل على تحقيق التآلف بين الناس، على عكس الهويات الجذرية والأيديولوجيات التي دائماً ما تكون دموية وعدوانية وباعثة للحروب والصراعات.
وقال: «اللغة العربية ليست سبباً للتصارع، فهي تمثل الصحة في مقابل الهويات الأخرى التي تمثل الفيروسات الضارة التي لا ينتج عنها سوى التدمير، ولا يوجد شخص لا يتعرض للفيروسات الضارة، لكن الصحة هي التي تدعمه وتساعده في التغلب على هذه الفيروسات وتجاوزها دون أن تدمره، فاللغة سند للإنسان في مواجهة الهويات العرقية والصراعات التي تنتج عنها».
المفكر السعودي:
• «اللغة العربية ليست سبباً للتصارع، فهي تمثل الصحة في مقابل الهويات الأخرى التي تمثل الفيروسات الضارة التي لا ينتج عنها سوى التدمير».
• «الطلبة العرب لديهم يقين بأن إتقان الإنجليزية والحاسب يتيح لهم الحصول على فرصة عمل في أي مكان في العالم، وليس في بلادهم فحسب».
الساحة تغيرت
أوضح الناقد السعودي، الدكتور عبدالله الغذامي، أن الساحة الأدبية والإبداعية في المنطقة العربية لم تعد كما كانت في السابق، خصوصاً في ما يتعلق بما كان يعرف بالعواصم الثقافية الكبرى في المنطقة، في إشارة إلى القاهرة وبغداد وبيروت، مشيراً إلى أن كل العواصم العربية في الوقت الحالي باتت عواصم ثقافية.