سعت وزارة الخارجية الصينية إلى إلقاء اللوم على الولايات المتحدة بشأن حرب روسيا على أوكرانيا، حيث قالت إن واشنطن هيأت الظروف التي أدت إلى اندلاع الحرب، واستنكرت تسليم الأسلحة من أجل تأجيج الصراع، بينما تقترب الحرب من عامها الأول، فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إنه لا جدوى من التحدث ليس مع سلطات كييف فحسب، بل مع من يحركونها أيضاً في الظروف الحالية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، للصحافيين أمس، إن الولايات المتحدة هي التي أشعلت أزمة أوكرانيا، وهي العامل الأكبر في تأجيجها، واستمرت في بيع الأسلحة الثقيلة والقتالية لأوكرانيا، ما أدى إلى تمديد الصراع فحسب، واشتداد حدته.
وجاءت تصريحات المتحدثة رداً على سؤال بشأن مزاعم من الولايات المتحدة تفيد بأن الشركات الصينية تقدم الدعم للجانب الروسي. واستنكرت نينغ المزاعم، حيث قالت إنها شكوك لا مبرر لها، وابتزاز لا أساس له.
وأضافت أن الصين لن تصمت وهي ترى الولايات المتحدة تضر الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية.
وفي موسكو، قال سيرغي ريابكوف، إنه لا جدوى من التحدث ليس مع سلطات كييف فحسب، بل مع من يحركونها أيضاً في الظروف الحالية.
وأضاف ريابكوف، في تصريحات نقلتها وكالة نوفوستي، أمس: «في الظروف الحالية، عندما أعلنت واشنطن قرارها بتزويد أوكرانيا بالدبابات، ويتنافس أتباعها بما في ذلك كندا، على من سيرسل أكثر من الدبابات، لا توجد فائدة من التحدث ليس مع النازيين الأوكرانيين فحسب، بل مع من يحركهم كدمى. يبدو كثير منهم فعلاً في وضع كاريكاتوري لشدة جهلهم».
وتابع نائب الوزير «موقفنا معروف جيداً حتى بالنسبة لواشنطن. نحن على استعداد لدراسة أي مبادرات جادة لحل الأزمة الأوكرانية، ولكن حتى الآن لم يقم أحد بصياغتها».
واعتبر ريابكوف، أن الأوهام حول وساطة الغرب يجب أن تسقط تماماً، بعد التصريحات العلنية من جانب بعض قادة الدول الغربية السابقين عن اتفاقيات مينسك ورباعية نورماندي.
وقال ريابكوف: من الواضح أن واشنطن ليست المخرج الرئيس في هذه الأزمة الأوكرانية برمتها فحسب، بل المستفيد الرئيس منها.
ونوّه بأن الولايات المتحدة تختبر في أوكرانيا منتجات صناعاتها الحربية. وهي تصر على إرسال المعدات العسكرية من حلفائها، للتخلص منها، في مسرح العمليات الأوكراني، وذلك بهدف إجبار الأوروبيين على شراء السلاح الأميركي بمليارات الدولارات.
وشدد ريابكوف على أن كل ما يقوم به الأميركيون، يتم بصراحة أمام أعين المجتمع الدولي، الذي يشعر بالقلق المتزايد «حول المصير الذي تحاول مجموعة من السياسيين الغربيين عديمي المسؤولية أو حتى المخبولين، دفع العالم نحوه».
وقال: ومن المفارقات أن المسؤولين الأميركيين يزعمون أن توريد مجموعة واسعة من أنظمة الأسلحة المتقدمة أكثر فأكثر، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة لأوكرانيا، ليس تصعيداً.
يأتي ذلك في وقت تتقدم القوات الروسية قرب مدينة فوغليدار، مركز المعارك الجديد على الجبهة في شرق أوكرانيا، حيث تكثّف موسكو هجومها، وفق ما أكد زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك، دنيس بوشيلي، أمس.