طرحت الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط مجموعة من القضايا والأفكار للنقاش في يومها الأول بمشاركة ضيوف من داخل المغرب وخارجه، كان من أبرزها العلاقة بين «الرواية وعلم النفس» التي جذبت متحدثين من العراق ومصر والمغرب.
وتناولت الندوة التي نظمت أول من أمس بقاعة الحوار، ضمن سلسلة لقاءات «الأدب أفقاً للتفكير» العلاقة التبادلية بين الرواية وعلم النفس، وكيف أن فرويد في بداية تأسيسه لعلم النفس الحديث استفاد من الأدب والشخصيات الروائية مثلما استفادت الروايات من مناهج علم النفس في رسم ملامح الشخصيات وانفعالاتها وتصرفاتها.
وقالت أسماء علاء الدين، وهي معالجة نفسية مصرية وروائية، إن «الكتابة تؤثر في الإنسان والفرد بشكل ما، فعلم النفس والأدب لهما علاقة وطيدة، لأن موضوعهما واحد وهو الإنسان في حد ذاته، وما يدور حوله».
من جهته، قال الكاتب والروائي العراقي شاكر الأنباري، إن «العلاقة بين علم النفس والأدب عموماً علاقة وشيجة جداً، فالمشترك هو الإنسان، والرواية مادتها الأساسية هي الشخصيات الروائية، وملاحقة هذه الشخصيات تتطلب من أي كاتب أن يكون ملماً بقراءة انفعالات هذه الشخصيات وتحليل الشخص نفسه، لذلك فالأديب بحاجة إلى معرفة دواخل الإنسان». أما الكاتب والناقد والأكاديمي المغربي حسن المودن، فاعتبر أن «الانطلاق من الأدب بصفة عامة والرواية بصفة خاصة كان ضرورياً من أجل التأسيس للتحليل النفسي». واستعرض نصوصاً لعالم النفس النمساوي فرويد، استخلص منها أن «الرواية كانت حاضرة بقوة في دراسات فرويد وفي معجم مصطلحاته، حتى إنه كان يريد أن يكون روائياً في عصره المتميز بازدهار الرواية».