أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، أمس، أن العملية العسكرية في شمال سورية ضد «التنظيمات الإرهابية» قد تنطلق في أي وقت، فيما طالب قائد قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، مظلوم عبدي، واشنطن بتحذير «أقوى» لتركيا. وأضاف كالين أنه «يمكن تنفيذ العملية العسكرية بطرق عدة، وأنقرة هي من سيحدد موعدها وطريقة تنفيذها».
وتابع: «العمليات العسكرية في الشمال السوري من شأنها المحافظة على وحدة الأراضي السورية».
وشدد على أن تركيا «لا تأخذ إذناً من أي جهة لمعالجة مخاوفها الأمنية، ولا تخضع للمساءلة من أي كان».
في المقابل، قال قائد «قسد» مظلوم عبدي، أمس، إنه لايزال يخشى غزواً برياً تركياً، على الرغم من التأكيدات الأميركية، وطالب برسالة «أقوى» من واشنطن بعد رؤية تعزيزات تركية غير مسبوقة على الحدود.
وأضاف لوكالة «رويترز» عبر الهاتف من سورية أن هناك تعزيزات على الحدود وداخل سورية في مناطق تسيطر عليها الفصائل المتحالفة مع تركيا. وقال مسؤولون أتراك إن الجيش لا يحتاج إلا لبضعة أيام ليكون جاهزاً للتوغل البري في شمال سورية، الذي استهدفه الأتراك منذ أيام بهجوم بأسلحة هاوتزر بعيدة المدى وطائرات حربية.
وتأتي عمليات القصف بعد أشهر من تهديدات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشن غزو بري جديد ضد القوات الكردية التي يعتبرها إرهابية.
وتتلقى القوات الكردية السورية دعماً من واشنطن منذ سنوات، لكنها نسقت جهودها أيضاً مع الحكومة السورية وحليفتها روسيا، اللتين تعتبرهما الولايات المتحدة خصمين.
وقال عبدي إنه تلقى تأكيدات «واضحة» من كل من واشنطن وموسكو بأنهما تعارضان غزواً برياً تركياً، لكنه أوضح أنه يريد شيئاً ملموساً أكثر لكبح أنقرة.
وأضاف «مازلنا قلقين. نحتاج إلى بيانات أقوى وأكثر صلابة لوقف تركيا. لقد أعلنت تركيا عن نيتها، وهي تستطلع الآن الأمور. تتوقف بداية وقوع غزو على كيفية تحليلها لمواقف الدول الأخرى».
وقال عبدي إنه لن يعتمد على الدفاعات الجوية السورية، بعد أن قال لـ«رويترز» في وقت سابق إنه يأمل في أن تساعد في الدفاع عن قواته من ضربات أنقرة الجوية.
وأضاف أن الدفاعات الجوية السورية «ضعيفة» نسبياً مقارنة بالجيش التركي.
وقال المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية، أرام حنا، إن «قسد» تجري لقاءات مع الجانب الروسي، ضمن ما وصفها بمساعي خفض التصعيد، في إطار الحفاظ على الاستقرار، ومنع وقوع أي تدخل عسكري تركي في شمال سورية.
ونفى حنا أن تكون قوات سورية الديمقراطية، التي يتألف معظمها من عناصر كردية سورية، أن تكون قبلت بشروط وضعتها أنقرة.
ووفق حنا، فإن الشروط التركية تتضمن انسحاب «قسد» لمسافة 30 كيلومتراً بعيداً عن الحدود مع تركيا، وتسليم قياديين من حزب العمال الكردستاني في سورية، ونشر نقاط للجيش التركي، وكاميرات مراقبة على طول الحدود السورية التركية، أو تسليم كامل المنطقة للجيش السوري.
وقال مسؤولون أتراك، الإثنين، إن الجيش لا يحتاج إلا لأيام قليلة ليكون جاهزاً لعملية توغل بري في شمال سورية.
ويأتي الإعلان التركي في الوقت الذي تقصف فيه القوات التركية فصائل مسلحة كردية عبر الحدود.