كشف رياضيون أن تقنية «الحكم الروبوت»، والحضور الكثيف المتوقع للجمهور العربي في مباريات كأس العالم قطر 2022، المقامة في الفترة من 20 نوفمبر الجاري حتى 18 ديسمبر المقبل، يمثلان أبرز المستجدات التي تسجل حضورها للمرة الأولى بتاريخ نهائيات كأس العالم.
وقال الرياضيون لـ«الإمارات اليوم»: «إن حلول المونديال للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، وخلال فصل الشتاء، من العوامل البارزة في تعزيز حضور الجمهور العربي، ليكون الاضخم في تاريخ نهائيات كأس العالم».
وأضافوا: «العامل الأبرز في المتغيّرات التي تسجل حضورها للمرة الأولى في المونديال من بوابة قطر 2022، يظهر بشكل رئيس في قوانين إدارة المباريات، مع الظهور الأول لتقنية (حكم الروبوت) الخاصة بالكشف عن مصيدة التسلل باستخدام التقنيات التكنولوجية المتطوّرة، ضمن خمسة متغيّرات وتعديلات على القوانين الخاصة بالجوانب التحكيمية والمباريات».
5 تعديلات في قوانين تحكيم المونديال
أشار الحكم المونديالي الإماراتي السابق، عيسى درويش، إلى التعديلات الخمسة الرئيسة للقوانين التحكيمية التي ستظهر للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم من بوابة مونديال 2022.
وقال درويش: «منذ ظهوري الأخير في مونديال ألمانيا 2006، كانت هناك محاولات على الدوام من الاتحاد الدولي، في إدخال تغييرات تصب في مصلحة كرة القدم، بالصورة ذاتها التي نشهدها في مونديال 2022، الذي يسجل للمرة الأولى بتاريخ نهائيات كأس العالم ظهور خمسة تعديلات في القوانين التحكيمية، أبرزها تقنية (الحكم الروبوت) أو(رجل الخط)، التي تتفوق في سرعتها بكثير عن حكم الفيديو المساعد في الكشف عن التسلل».
وأوضح: «تتولى هذه التقنية إبلاغ حكم الفيديو المساعد (الفار)، من خلال (الإنفوغراف) والتكنولوجيا الحديثة للكاميرات، تتبع أطراف اللاعبين والكرة أثناء الحركة، وهما المحددان الأساسيان لاحتساب التسلل».
وأضاف: «التعديل الثاني الذي يسجل ظهوره للمرة الأولى في المونديال يكمن في التبديلات الخمسة في المباريات، وذلك بعد اختبارها على مدار السنوات الماضية، خصوصاً بعد جائحة (كورونا)، أما التعديل الثالث فهو كشف أن بعثة المنتخبات المشاركة باتت تسمح بتسجيل 55 فرداً في المنتخب المشارك بدلاً من 35، وأتاحت بدورها وجود تعديل رابع يختص بدكة البدلاء بالسماح في مونديال 2022 بوجود 15 لاعباً على دكة البدلاء بدلاً من 12 في مونديال 2018، وبالتالي ارتفاع عدد اللاعبين في المباراة إلى 26 بدلاً عن 23».
وتابع: «التعديل الأخير في القوانين يتعلق في تمركز حارس المرمى أثناء تسديد الفريق المنافس لركلة جزاء، إذ بات يحتم القانون عند تسديد الركلة، أن تكون قدم حارس مرمى الفريق المدافع أو جزء منها على الأقل ملامسة أو على المستوى نفسه مع خط المرمى».
واختتم: «بكل تأكيد سيسجل المونديال أيضاً ظهور العنصر النسائي في إدارة المباريات، في ظل وجود ثلاث حكمات ساحة، ومثلهن حكمات للخط».
الفوارق الفنية في دور المجموعات
كشف نجم الكرة التونسية السابق في مونديالي 1998 و2002 والمحلل الرياضي، زبير بية، أن «الفوارق الفنية بين المنتخبات ستكون حاضرة بقوة في دور المجموعات بكأس العالم 2022، وأن مباريات مرشحة للانتهاء بنتائج كبيرة».
وقال بية: «إن المستوى الفني لدوري المجموعات في مونديال 2022، سيكون أقل من المعهود، مقارنة بالنسخ السابقة، وذلك لأسباب عدة، أبرزها الغيابات المؤثرة لنجوم مؤثرين للإصابة جرّاء حالة الإجهاد التي فرضتها جداول مضغوطة للدوريات في مختلف بلدان العالم، وتسببت في إقامة المونديال للمرة الأولى في فصل الشتاء».
وأوضح: «رغم امتلاك قطر بنية تحتية ضخمة من الملاعب العصرية والمكيفة القادرة على تنظيم نسخة استثنائية من المونديال حتى في فصل الصيف، الفترة المعهودة عن إقامة نهائيات كأس العالم، فإن تنظيمه في الشتاء كان من نتائجه، جداول دوريات محلية وقارية مضغوطة للغاية، وأدت إلى ظهور هذا الكم من الإصابات للاعبين مؤثرين سيغيبون عن منتخبات بلدانهم في المونديال».
وأشار بية إلى عامل الإصابات والغيابات المؤثرة، لن يكون العامل الوحيد، في ظهور الفوارق الفنية وضعف مستوى العديد من مباريات دوري المجموعات فحسب، وقال: «خروج المونديال عن موعده في فترات الصيف المعهودة، وما ترتب عليه من ضغط لجداول الدوريات، كان من نتائجها، عدم بلوغ العديد من المنتخبات الجاهزية المطلوبة، وبالتالي اعتماد الأجهزة الفنية على مباريات دوري المجموعات، لزيادة فرص التجانس بين اللاعبين».
وعن تطور تقنية الـ«فار» في مونديال 2022، مقارنة بالنسخة السابقة، قال بية: «تطور تقنية الحكم المساعد الـ(فار) يجب أن يقترن بزيادة عاملي السرعة والدقة في اتخاذ القرارات التحكيمية، إلا أن ما شاهدناه، أخيراً، في الدوريات القارية الكبرى، فإن عملية اتخاذ الحكام للقرارات بعد الرجوع إلى هذه التقنية، باتت تأخذ فترات أطول».
وكشف بية في ختام حديثه عن المنتخبات المرشحة للقب، وقال: «الظروف الراهنة تفتح الباب أمام ظهور مفاجآت مدوية بخروج منتخبات مرشحة للقب من دوري المجموعات، وباعتقادي أن ولادة بطل عالم جديد ورادة للغاية في النسخة الحالية».
عرس للجهور العربي
أكد لاعب المنتخب العراقي السابق في مونديال المكسيك 1986، باسل كوركيس، أن إقامة نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في قطر، تمثل فرصة ذهبية للجمهور العربي في الحضور الكثيف لمتابعة أقوى المنتخبات على الساحة الدولية، في عرس ينتظره عشاق الساحرة المستديرة مرة كل أربع سنوات.
وقال كوركيس: «إن البطولة تمثل حلماً طال انتظاره للجمهور العربي، ليس لكونها تقام على أرض عربية فحسب، بل في كون الموقع الجغرافي القريب، يتيح حضوراً كثيفاً للجمهور العربي في الوقوف خلف منتخبات بلاده، بجانب مشاهدته لأقوى المنتخبات والمباريات على ساحة الكرة العالمية، وذلك نظراً إلى عاملين أساسيين: أولهما سهولة منظومة السفر بين البلدان العربية، وانخفاض تكاليفها مقارنة بالنسخ السابقة من المونديال».
وأوضح: «استضافة قطر لمونديال 2022 على ملاعب هي الأحدث عالمياً، رسالة للعالم أجمع أن العرب قادرون على تنظيم بطولات كبرى على أعلى مستوى من التقدم والتطور، وأن كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى عالمياً تمتلك قاعدة واسعة من الجمهور في كل الدول العربية، إذ إن الموقع الجغرافي لقطر يسهل من مهمة سفر الجماهير العربية والحضور بكثافة في مدرجات المونديال، مقارنة بصعوبات لطالما واجهتها الجاليات ومشجعو المنتخبات العربية في سفرهم للوقوف خلف منتخباتهم، بالصورة ذاتها لما شاهدناه في مونديال المكسيك عام 1986، حين اضطرت الجاليات العراقية والمغربية والجزائرية في الأميركتين إلى السفر لمسافات طويلة للوقوف خلف منتخبات بلادها».
وأضاف: «المنتخبات العربية لها بصمتها الواضحة في نهائيات كأس العالم، إلا أن أبرز الملامح التي يمكن أن يسلط مونديال 2022 الضوء عليها، مقارنة بالنسخ السابقة من نهائيات كأس العالم، هي اتاحة الفرصة لشريحة واسعة من الجمهور العالمي لمشاهدة مدى تطور الكرة العربية، من خلال سهولة انتقال الجمهور بين الملاعب المجاورة التي تستضيف المباريات، وإمكانية حضور أكثر من مباراة في يوم واحد، ما يعني أن المشجعين يشعرون كأنهم في قرية أولمبية مصغرة، وهو ما أكدته بطولة كأس العرب2021، التي أقيمت تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومثل بروفة نهائية لقطر قبل المونديال».
5 قوانين جديدة في مونديال 2022
يسجل مونديال قطر 2022، للمرة الأولى، ظهور خمسة قوانين وتعديلات جديدة في إدارة المباريات، وهي:
1- تقنية «حكم الروبرت» الخاصة بالكشف عن التسلل.
2- التبديلات الخمسة للمنتخب في كل مباراة.
3- بعثة المنتخب مكونة من 55 فرداً بدلاً من 35.
4- 15 لاعباً على مقاعد البدلاء بدلاً من 12، وقائمة تضم 26 لاعباً للمنتخب في المباراة.
5- تمركز حارس المرمى أثناء تسديد الفريق المنافس لركلة جزاء.