<![CDATA[
حاولت “صفا”، وهي مصورة صحافية من غزة، دعم مظاهرات 2019 من خلال توفير تغطية لوسائل الإعلام الدولية. حطمت الشرطة يدها وكاميرتها، وسجنت وعذبت أفراد عائلتها، بل هددت أقاربها في الخارج بأنهم إذا نشروا معلومات عن الاحتجاجات على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن أحباءهم في الوطن سيعاقبون. وتعتقد صفا أنه “في النهاية، سيحدث شيء ما يجعلهم ينزلون إلى الشوارع مرة أخرى”.
ووفقًا لـ”الاتحاد الدولي للصحافيين” International Federation of Journalists، تم “استهداف” 42 صحافيًا من غزة خلال احتجاجات 2019، حيث واجهوا “اعتداءات جسدية واستدعاءات وتهديدات واعتقالات منزلية ومصادرة معدات”. وأفادت منظمة “فريدوم هاوس” Freedom House، التي تمنح غزة درجة 0/4 لحرية الإعلام، أفادت بأن “الصحافيين والمدوّنين في غزة لا يزالون يواجهون القمع، عادة على يد جهاز الأمن الداخلي لحكومة حماس”. كما أشارت “جمعية الصحافة الأجنبية” Foreign Press Association إلى أن قمعها لحركة “نريد أن نعيش” بعام 2019 كان مجرد “حلقة جديدة في سلسلة من الهجمات المروعة على المراسلين في غزة”.
إن تكتيك حماس في استهداف عائلات المنتقدين هو القاسم المشترك في مثل هذه الحلقات. ففي أكتوبر 2022، نشر ناشط إعلامي من غزة مقطع فيديو لأحد عناصر حماس وهو يهدد والديه في محاولة لإسكاته. وعندما نشر أسامة الكحلوت، الصحافي المستقل، صورة لأحد المحققين مع لافتة كُتب عليها “أريد أن أعيش بكرامة”، اقتحمت حماس منزل عائلته وحطمت أثاثه، وضربته وهو في طريقه إلى قسم الأمن. ونصحه أحدهم بعدم الإبلاغ عن أي احتجاجات أخرى، لكن كما قال لاحقًا: “أنا صحافي. أنا لست نادما على التغطية”.
ورغم مرور أكثر من 3 سنوات على قمع المظاهرات، يبدو أن المحلل السياسي في غزة مخيمر أبو سعدة يتفق مع صفا على أن حماس لم تستمع لحركة “نريد أن نعيش”، مضيفاً أن عدم قيام الحركة بالاحتجاج مجددا “لا يعني أن الفلسطينيين في غزة سعداء بحركة حماس”.