أكد مركز إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية في أبوظبي، أن دولة الإمارات تعد من أبرز دول المنطقة والعالم المهتمة بتعزيز صناعتها الدوائية المحلية، مدعومة بارتفاع الإنفاق على الرعاية الصحية، مشيراً إلى جهود الإمارات لتوطين الاستثمارات في الصناعات الدوائية. وقال إن اهتمام الدولة بهذه الصناعة يأتي في سياق الزخم العالمي حول قطاع صناعة الأدوية الذي يتجاوز حجمه 1.6 تريليون دولار.
واستعرضت ورقة بحثية حديثة للمركز أبعاد اهتمام دولة الإمارات بصناعة الدواء في أبوظبي، والتي أصبحت صناعة الأدوية فيها مساهماً كبيراً في إنتاج الأدوية في الدولة، إذ بلغت إسهاماتها نحو 27% عام 2021، فيما بلغت قيمة الإنتاج في قطاع الأدوية بأبوظبي في ذلك العام نحو 284 مليون دولار.
استراتيجية صناعية
وأضاف «إنترريجونال» أن أبوظبي تتبنى استراتيجية صناعية لدعم تنافسية القطاع، واستثمار 10 مليارات درهم لمضاعفة حجم القطاع التصنيعي ليصل إلى 172 مليار درهم، وزيادة الصادرات غير النفطية بنسبة 148% إلى 178.8 مليار درهم، وإيجاد 13 ألفاً و600 وظيفة بحلول عام 2031. كما تسعى الاستراتيجية إلى جعل أبوظبي مركزاً إقليمياً للابتكار في صناعة الأدوية الصيدلانية والمستحضرات.
وأشار المركز إلى أن «شركة مبادلة للاستثمار» أبرمت في مارس 2024 اتفاقية نهائية للاستحواذ على شركة «كيليكس بايو» المتخصصة في مجال توفير الأدوية العامة المتطورة في الأسواق الناشئة، لتعزيز منظومة صناعة الأدوية في الدولة، كما استحوذت شركة «كيليكس بايو» على شركات تصنيع أدوية في الهند ومصر ومالطا والمغرب.
وأكد «إنترريجونال» أن الصناعات الدوائية تعد محركاً رئيساً للنمو الاقتصادي والتنويع الصناعي في الإمارات، وعليه تستثمر الدولة بشكل مكثّف في إنشاء مراكز بحثية ومصانع حديثة للأدوية، وتقدّم حوافز للمستثمرين الأجانب والمحليين في هذا المجال، بما يدفع نحو تعزيز مكانة الدولة مركزاً إقليمياً لصناعة الأدوية، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في هذا المجال.
مصانع الأدوية
وتشير بيانات اللجنة المنظمة لمؤتمر ومعرض دبي الدولي للصيدلة والتكنولوجيا (دوفات) 2024، إلى أن عدد مصانع الأدوية في الإمارات يتجاوز 35 مصنعاً توفر أكثر من 2500 دواء منتج محلياً، فيما أشارت وزارة الصحة ووقاية المجتمع إلى أن عدد مصانع الأدوية في الدولة بلغ 24 مصنعاً عام 2022.
بدوره، يحتضن «مجمع دبي للعلوم» التابع لـ«مجموعة تيكوم» نخبة من أبرز شركات القطاع الطبي العالمي، مثل «أسترازينيكا»، و«بيجين»، و«فايزر»، و«فيراكس بايولابز».
وتعد شركة «جلوبال فارما» التي تمتلك ثلاثة مصانع حالياً، إحدى أبرز شركات الأدوية في الدولة والمنطقة، وهي مملوكة لـ«دبي للاستثمار»، وتأسست منذ أكثر من 25 عاماً في دولة الإمارات، فيما تصل مبيعاتها السنوية إلى 450 مليون درهم، وشهدت نمواً بنسبة 100% خلال السنوات الخمس الماضية.
كما تعد شركة الخليج للصناعات الدوائية (جلفار)، إحدى أكبر الشركات المصنعة للأدوية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وأحد أكبر منتجي الأنسولين في العالم، وتأسست عام 1980، وتوزع منتجاتها في أكثر من 30 دولة في خمس قارات، كما تنتج منشآت التصنيع الخاصة بها والبالغة 12 منشأة، ما يصل إلى مليون علبة دواء يومياً.
وقال «إنترريجونال»: «بات تطوير صناعة الأدوية بعد جائحة (كوفيد-19)، مسألة حتمية لا غنى عنها، حيث تسعى الحكومات إلى توطين صناعاتها في هذا القطاع الحيوي، لاسيما خلال السنوات الأربع الماضية، كما أصبحت شركات الأدوية محط أنظار الحكومات».
سوق الأدوية العالمية
ذكر مركز «إنترريجونال» أن السوق الأميركية تهيمن على نصف مبيعات السوق العالمية من الأدوية، بحصة 51% من سوق الأدوية العالمية، وبإجمالي مبيعات بنحو 678 مليار دولار، فيما استحوذت الأسواق الناشئة على 23% من حجم مبيعات السوق التي تشمل دولاً مثل الصين وروسيا والبرازيل والهند، بينما بلغت مبيعات أوروبا نحو 19% من سوق الأدوية العالمية.
وتشهد سوق الأدوية العالمية نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة، إذ قُدِّر إجمالي السوق في العالم خلال 2023 بنحو 1.6 تريليون دولار، ما يمثّل زيادة تتجاوز 100 مليار دولار، مقارنة بـ2022، كما قُدّر إجمالي الإنفاق على البحث والتطوير في الصناعة بنحو 244 مليار دولار عالمياً.
وعلى مدار السنوات الخمس الماضية نما الإنفاق العالمي على الأدوية بنسبة 35%، ومن المتوقع أن يزداد بنسبة 38% حتى عام 2028، كما أنه من المحتمل أن تسهم العلامات التجارية الجديدة في ذلك النمو بمبلغ 193 مليار دولار.
• «جلوبال فارما» تأسست منذ 25 سنة وهي مملوكة لـ«دبي للاستثمار» وتمتلك 3 مصانع حالياً.
• أبوظبي تتبنى استراتيجية صناعية لدعم تنافسية القطاع واستثمار 10 مليارات درهم لمضاعفة حجم القطاع التصنيعي.
• 35 مصنعاً للأدوية في الدولة توفر 2500 دواء منتج محلياً.