كشفت دولة الإمارات ضمن مشاركتها في فعاليات مؤتمر دول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ «كوب27» المقام في مدينة شرم الشيخ المصرية، عن المسار الوطني للحياد المناخي 2050، فيما وصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى شرم الشيخ حيث شارك في مؤتمر «كوب27».
ويمثل المسار الوطني للحياد المناخي، الإطار الزمني لآليات ومراحل تنفيذ مبادرة الإمارات الاستراتيجية للسعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 التي تم الإعلان عنها في أكتوبر 2021.
ويحدد المسار سقف الطموح المناخي لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، ويستهدف تحقيق خفض بنسبة 18% للانبعاثات بالمقارنة مع معدلات الخفض المستهدفة في التقرير المحدث للمساهمات المحددة وطنياً الثانية، بموجب اتفاق باريس بحلول 2030، ثم الوصول بنسب الخفض إلى 60% بحلول 2040، والوصول إلى درجة الحياد بحلول 2050.
وقالت وزيرة التغير المناخي والبيئة مريم بنت محمد المهيري: إن «التغير المناخي يمثل التهديد الأكثر خطورة لمستقبل البشرية، وكوكب الأرض ككل، حيث إن تأثيره سيطال الصحة العامة وتوافر الغذاء والمياه، والهواء وأماكن العيش وحتى الحياة البرية والتنوع البيولوجي، وإدراكاً منا لأهمية وحتمية مواجهة هذا التحدي وتداعياته بمشاركة كل مكونات وقطاعات المجتمع، وضمن التزاماتنا الطوعية بتحقيق أهداف اتفاق باريس، أطلقنا العام الماضي مبادرة الإمارات الاستراتيجية للسعي نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، واليوم، نفخر بالإعلان عن تفاصيل المسار الوطني للحياد المناخي 2050، والذي يمثل آليات التنفيذ المرحلي للمبادرة».
وأضافت: «نعتمد في توجهات التنفيذ الفعلية للمبادرة على الحلول الابتكارية وأحدث التقنيات المتاحة، ونتوقّع أن يحقق المسار مكاسب جمة في خلق فرص عمل جديدة وفرص نمو اقتصادية متوازنة ومستدامة، كما سيسهم في رفع معدلات جودة الهواء، ونحن مصممون وملتزمون للمضي قدماً في اتخاذ التدابير اللازمة للمساهمة في العمل المناخي العالمي حتى نضمن إيجاد مستقبل أكثر استدامة».
وسيسهم المسار الوطني للحياد المناخي في تعزيز الشفافية وزيادة فرص تحقيق المستهدفات الوطنية للحد من معدل الاحتباس الحراري العالمي في حدود 1.5 درجة مئوية ودرجتين مئويتين، بما يتوافق مع اتفاقية باريس للمناخ.
وتواصلت فعاليات اليوم السادس لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ، وسط حضور دولي بارز ومكثف لبحث سبل مواجهة تحديات التغير المناخي.
وعقد على هامش المؤتمر أمس، فعاليات يوم «إزالة الكربون»، لتسليط الضوء على سبل إزالة ثاني أكسيد الكربون باعتباره المسبب الرئيس في ارتفاع درجة حرارة الأرض، بالإضافة إلى وضع حلول سريعة للحد من تواجده في الغلاف الجوي للأرض، إما بإدخاله في صناعات، أو تخزينه تحت الماء، أو حتى المتاجرة به في أسواق الكربون.
من جهة أخرى، وصل الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، إلى شرم الشيخ في زيارة قصيرة، حيث شارك في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ.
وقد استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره الأميركي جو بايدن، الذي أشاد
في حديث أثناء لقائه السيسي في المؤتمر بمصر، قائلاً إن القاهرة تحدثت بقوة عن الحرب في أوكرانيا، مضيفاً أيضاً أن مصر وسيط رئيس في غزة.
وألقى بايدن في مؤتمر الأطراف حول المناخ في شرم الشيخ خطاباً أكد فيه أن الأزمة المناخية «تهدد الحياة على الكوكب»، متعهداً تحقيق أهداف الولايات المتحدة في خفض الانبعاثات بحلول 2030.
وقال بايدن في خطابه أمام المؤتمر: «الأزمة المناخية تتعلق بأمن البشر والأمن الاقتصادي والأمن القومي والحياة على الكوكب».
وأكد بايدن أن الولايات المتحدة على «المسار الصحيح» لتحقيق تعهدها خفض انبعاثات غازات الدفيئة 50 إلى 52% دون مستويات العام 2005، بحلول 2030.
وكتب بايدن في تغريدة «نعيش عقداً حاسماً تسنح لنا خلاله فرصة أن نثبت أنفسنا والمضي قدماً في الكفاح من أجل المناخ العالمي».
وأضاف الرئيس الأميركي «لنجعل من ذلك محطة نلبي فيها النداء». وكان بايدن قد غاب عن قمة قادة الدول والحكومات في مطلع الأسبوع لتزامنها مع الانتخابات الأميركية.
وكان مستشار الأمن القومى الأميركى جيك سوليفان، قد قال في مؤتمر صحافي، حسب ما نشره البيت الأبيض، إن بايدن يحمل معه إلى «كوب27» زخماً تاريخياً بشأن المناخ، وذلك بفضل إقرار قانون خفض التضخم وغيره من الخطوات المهمة الأخرى التي تضع الولايات المتحدة دوماً على طريق نحو تحقيق أهدافها للطاقة النظيفة.
من جهتها، قالت مبعوثة المناخ الألمانية جنيفير مورغن، إن حضور بايدن إلى كوب27 «بادرة ممتازة».
وأوضحت لصحافيين «أظن أن ذلك يطمئن الدول والشعوب إلى أن الولايات المتحدة تأخذ هذه المسألة بجدية كبرى، وعلى أعلى المستويات ونحن نحتاج إلى ذلك».
وتأتي زيارة بايدن بعد أيام من تجمع عشرات من زعماء العالم في شرم الشيخ لحضور المؤتمر. ويسعى بايدن لدعم الدول النامية في معالجة مشكلة الاحتباس الحراري، طبقاً لمستشار البيت الأبيض بشأن المناخ، علي زيدي.