استعرضت حكومة الإمارات خلال جلسة ضمن الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، تجربتها في تصميم المستقبل واستشرافه، والاستعداد لما يحمله من فرص واعدة، واستباق تحدياته، من أجل تعزيز مسيرة التنمية المستدامة في مختلف القطاعات، وضمان مستقبل أفضل للأجيال، ما جعلها تتصدر 156 مؤشراً للتنافسية العالمية، كما أنها تأتي من بين أفضل 10 دول في 432 مؤشراً عالمياً.
وأكدت وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل، عهود بنت خلفان الرومي، في كلمتها الافتتاحية تطلع دولة الإمارات الدائم في مسيرتها التنموية إلى المستقبل، وعدم الاكتفاء بانتظاره أو استقباله، والمبادرة بتصميمه، ليكون هذا النهج نهجاً ثابتاً في مسيرتها.
وأشارت إلى أن الإنجازات والنجاحات التي حققتها الدولة جاءت بفضل الرؤية السبّاقة والطموحة لقيادة دولة الإمارات، والتي تم تنفيذها من خلال قطاعات حيوية فاعلة في المنظومة الحكومية لصنع المستقبل عبر وضع سياسات استباقية، وتشريعات مرنة، ومبادرات داعمة وممكنة لتثبت الدولة تفوقها وريادتها وتتصدر 156 مؤشراً للتنافسية العالمية، كما أنها من بين أفضل 10 دول في 432 مؤشراً عالمياً.
وأشارت الرومي إلى ثلاثة مبادئ رئيسة تميز تجربة الإمارات ودور الحكومة في تصميم المستقبل، أولها أن هذه التجربة يحركها استثمار وصناعة الفرص، والمبدأ الثاني يتمثل في كون تنفيذها يتم وفق قفزات سريعة وقوية ومؤثرة، وثالث هذه المبادئ هو تنفيذها في إطار التعاون الدولي مع الشركاء الدوليين لصناعة مستقبل المجتمعات من خلال استضافة النسخة المقبلة من مجالس المستقبل العالمية.
تسريع الابتكار
من جانبها، ركزت وزيرة الدولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، سارة بنت يوسف الأميري، على منهجية دولة الإمارات في تسريع وتيرة الابتكار، وإحداث التغيير المؤثر خلال الـ50 عاماً التي مضت، حيث تمت مضاعفة معدل معرفة القراءة والكتابة من 48% لتصبح 95%، وازداد الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 142 مرة، من 300 مليون دولار إلى 427 مليار دولار، كما نجحت الإمارات في بناء أربع محطات للطاقة النووية، ولديها أكبر محطات للطاقة الشمسية في العالم، وتمكنت خلال فترة زمنية وجيزة من الوصول إلى كوكب المريخ، وهي الآن في طريقها لاستكشاف القمر.
وأكدت أن الدافع الأساسي للنقلات النوعية التي أحدثتها الإمارات في مختلف القطاعات هو رأس المال البشري، لا الأزمات، ليكون المجتمع والناس محرك التنمية والمستهدفين بكل خططها واستراتيجياتها.
وأضافت أن منهجية دولة الإمارات في التنمية الاقتصادية تعمل على تأسيس قطاعات جديدة تعتمد على المعرفة والبحث والتطوير، وتوسيع نطاق القطاعات الحالية ورفع تنافسيتها من خلال دمج وتعزيز التكنولوجيا والابتكار، والاستثمار في قطاعات مهمة من أجل ضمان مرونة سلاسل التوريد واستدامتها، وهو ما سيسهم في مضاعفة حجم الاقتصاد الوطني، وتوفير وظائف عالية الجودة، وتعزيز مرونته.
نموذج حوكمة
في السياق نفسه، قال وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، عمر بن سلطان العلماء، إن دولة الإمارات حافظت على موقعها كمركز تجاري مزدهر، ورسخت موقعها كمكان موثوق لممارسة الأعمال التجارية، مشيراً إلى أن القيادة الإماراتية رائدة في صياغة نموذج حوكمة مبتكر، أسهم في ترسيخ موقع ريادي للدولة في العديد من القطاعات المهمة عالمياً، ما أسهم كذلك في ترسيخ التحول الاقتصادي للدولة، وتعزيز تنوعه، وتحقيق الريادة والتقدم في العديد من مؤشرات التنافسية.
وأكد أن قيادة دولة الإمارات ذات الرؤية المستقبلية، تسعى دائماً إلى صياغة نموذج حوكمة مبتكر أسهم في ترسيخ موقع ريادي للدولة في العديد من القطاعات ذات الأولوية عالمياً، وهو ما أسهم كذلك في ترسيخ التحول الرقمي للدولة، وتعزيز تنوّع الاقتصاد، والتقدم والصدارة في العديد من مؤشرات التنافسية.
وأضاف أن التركيز على البنية التحتية والموارد والسياسات والمواهب أسهم في إكساب حكومة دولة الإمارات المرونة اللازمة للتعامل مع المتغيرات والرؤية الاستشرافية، حيث تتمتع الإمارات ببنية تحتية منافسة عالمياً، ومنظومة من السياسات والتشريعات تستهدف دعم وتحفيز النمو الاقتصادي.
واستعرض المبادرة الإماراتية العالمية الرائدة المتمثلة في «متحف المستقبل» بإمارة دبي، حيث قال إن المتحف يمثل رؤية الإمارات للمستقبل، وهو مظهر من مظاهر رؤية طويلة الأمد لاغتنام الفرص المستقبلية، والسعي من أجل تحسين واقع ومستقبل المجتمعات والأجيال المقبلة.
عهود الرومي:
• «الإمارات تتطلع إلى المستقبل، ولا تكتفي بانتظاره أو استقباله».
سارة الأميري:
• «الدافع الأساسي للنقلات النوعية في الإمارات هو رأس المال البشري».