قال صحافيون وإعلاميون يعملون في وسائل إعلام إماراتية قاموا بتغطية بطولة كأس الخليج العربي «خليجي 25»، التي أختتمت الخميس الماضي في مدينة البصرة العراقية وتوج بها منتخب العراق، إنهم وجدوا معاملة «استثنائية» خلال تغطيتهم للبطولة، وإن الشعب العراقي سحرهم بكرمه الفياض، ورووا قصصاً أشبه بالخيال عن كرم الشعب العراقي وحسن معاملته للضيوف، لدرجة أن بعضهم أشار إلى أنه كان عندما يزور مطعماً لتناول بعض الوجبات أو يستخدم سيارة الأجرة فإن أصحاب هذه المطاعم وسائقي الأجرة يرفضون أخذ الأجرة منهم بحجة أنهم ضيوف على العراق، لافتين إلى أن الحضور الجماهيري الكبير في المدرجات وراء نجاح البطولة بشكل غير مسبوق على الرغم من أن المستوى الفني كان متوسطاً نظراً لمشاركة معظم المنتخبات بلاعبي الصف الثاني أو الرديف.
وأضافوا لـ«الإمارات اليوم»: «كنا نظن أن حاتم الطائي بكرمه كان رجلاً واحداً لكننا وجدناه شعباً بأكمله ممثلاً في شعب العراق».
وقال الصحافي بصحيفة البيان العوضي النمر: «بالنسبة لي كإعلامي قام بتغطية البطولة لم أشعر بالغربة في وطن مضياف مثل العراق يمتاز أهله بالكرم الزائد وكانت كل الإجراءات الخاصة بوجودنا لتغطية البطولة ميسرة بداية من الوصول حتى موعد المغادرة، أما الجمهور العراقي فيعتبر فاكهة البطولة من خلال حرصه على دعم فريقه والحضور بكثافة تفوق سعة مدرجات ملعب استاد البصرة، كما ملأ مدرجات ملعب الميناء الذي يستضيف فرق المجموعة الثانية في ظاهرة تحدث للمرة الأولى».
وتابع النمر: «على صعيد المستوى الفني للبطولة فقد كان متوسطاً لمشاركة معظم المنتخبات بالصف الثاني واللاعبين الشباب فلم نر مستوى طيباً سوى في مباراتي البحرين مع عمان في نصف النهائي والعراق مع عمان في النهائي».
وأكمل: «أبرز الملاحظات تمثلت في حرص اللجنة المنظمة على تذليل الصعاب أولاً بأول جراء تدفق الجماهير لملعب استاد البصرة».
وأكد الإعلامي والمذيع في «قناة دبي الرياضية» حسن حبيب أن الشعار الأبرز الذي وجدوه في العراق خلال البطولة الخليجية أنهم «كانوا يظنون أن حاتم الطائي كان رجلاً واحداً فقط لكنهم وجدوه شعباً بأكمله في العراق، إذ لمسوا فيهم كرماً تلقائياً».
وأضاف حسن حبيب: «كان أي شخص عراقي عندما نلتقيه يصر علينا أن نذهب معه لبيته لكي يكرمنا وحتى العامل البسيط الذي يبيع أشياء بسيطة يرفض أن يأخذ منا مقابلاً مادياً وهذه الأمور كانت مؤثرة جداً».
وأشار حسن حبيب إلى أنه على صعيد الجمهور فإن ملعب البصرة كان بحاجة للتوسعة ثلاثة أو أربعة طوابق إضافية حتى يتسع لهذا العدد الكبير من الجمهور، مشيراً إلى أنه حتى كبار السن والأطفال كانوا يحرصون على الحضور للملعب قبل ساعات طويلة من بدء المباراة دليلاً على شغفهم بكرة القدم وحرصهم على رؤية أشقائهم الخليجيين.
وختم حسن حبيب «من الأمور المؤثرة جداً بالنسبة لي عندما زرت العقيد العراقي علاء العيداني في بيته وهو يروي قصة فقده لبصره في معركة تحرير الموصل»، علماً أن العيداني كان قد رفع علم العراق في افتتاح خليجي 25.
من جانبه، قال الصحافي بصحيفة الاتحاد الزميل معتز الشامي إنه كان يسمع عن كرم الشعب العراقي لكنه عندما زار العراق عايش هذا الأمر بنفسه، مشيراً إلى أنهم وجدوا تعاملاً حضارياً وراقياً وكرماً يفوق حد الوصف.
وأضاف الشامي: «كنت عندما أزور وبعض زملائي الإعلاميين مطعماً لتناول وجبات أو استخدام سيارة أجرة في التنقل فإن سائقي التاكسي يرفضون أخذ الأجرة، وكذلك الحال مع أصحاب المطاعم بحجة أننا ضيوف على العراق».
وتابع: «من المواقف التي لا أنساها هي أنني عندما زرت محلاً تجارياً في البصرة وكنت أسال عن نوعية بعض السلع، إلا أن صاحب المحل فاجأني وهو يعطيني السلعة ويرفض أخذ ثمنها».
وأشار معتز الشامي إلى أنه طوال تغطيته للبطولة لم ير أي أمور سلبية، مشيراً إلى أنه حتى المشكلة البسيطة التي حدثت في مباراة الافتتاح بين العراق وعمان كانت نتيجة للتدافع الكبير بسبب رغبة الجمهور في الحضور والوجود في المدرجات.
بدوره، أكد المذيع بقناة الشارقة الرياضية علي الكلباني أنه شاهد شعباً عراقياً مضيافاً محباً لكل شعوب دول الخليج، مشيراً إلى أنه دون مبالغة لمس من خلال معايشته على أرض الواقع أن الشعب العراقي تفوق في الكرم على حاتم الطائي الذي يضرب به المثل في الكرم.
وأضاف: «سعدت جداً بوجودي وتغطيتي لهذا العرس الخليجي وشدني كرم الضيافة الذي وجدناه من قبل الشعب العراقي المضياف والمحب للرياضة».
وأضاف «لفت انتباهي وجود كبار السن وهم يحضرون من أماكن بعيدة في العراق ويقطعون المسافات الطويلة ويبعد بعضها عن البصرة بنحو 1300 كيلومتر من أجل حضور المباريات ومؤازرة منتخب أسود الرافدين».