أعلن الجيش الأوكراني أنه دخل إلى خيرسون، المدينة الرئيسة في الجنوب، بعد انسحاب القوات الروسية، وفيما دعت الأمم المتحدة دول العالم إلى إزالة العراقيل أمام صادرات الأسمدة الروسية،وأكدت التزامها وروسيا باتفاقيتي تصدير الحبوب والأسمدة، حثت أوكرانيا دول جنوب شرق آسيا على تقديم الدعم السياسي والمادي لها في حربها ضد روسيا، واتهمت موسكو بممارسة «لعبة الجوع» مع العالم، من خلال إيقاف شحنات الحبوب الأوكرانية وغيرها من المنتجات الزراعية.
وتفصيلاً أعلن الجيش الأوكراني أنه دخل إلى خيرسون، المدينة الرئيسة في جنوب البلاد، بعد انسحاب القوات الروسية، في انتكاسة قوية أخرى لموسكو بعد قرابة تسعة أشهر من بدء الحرب.
وأشاد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أول من أمس، في خطابه اليومي على وسائل التواصل الاجتماعي بـ«يوم تاريخي»، قائلاً: «إن قوات عسكرية خاصة أصبحت داخل مدينة خيرسون في جنوب البلاد، بعد إعلان روسيا انسحاب قواتها منها».
وكتب زيلينسكي على تليغرام: «اليوم يوم تاريخي.. نحن نستعيد خيرسون».
وأوضح: «في الوقت الراهن، مدافعونا موجودون في ضواحي المدينة. لكن قوات عسكرية خاصة موجودة في المدينة».
وأضاف: «شعبنا. لنا. خيرسون» إلى جانب رمز تعبيري لعَلّم أوكرانيا، ومشاهد التقطها هواة من المدينة تُظهر القوات الأوكرانية تتجمّع مع سكان المدينة.
وأظهر أحد المقاطع التي نشرها زيلينسكي وقال إنه صُوّر من خيرسون، جنوداً أوكرانيين يقولون إنهم من «اللواء 28» فيما سُمع حشد يهتف «في سي يو»، وهي اختصار للقوات المسلّحة الأوكرانية.
وأشاد البيت الأبيض، أمس، بما اعتبر أنه «نصر استثنائي» لأوكرانيا بعد استعادة قواتها مدينة خيرسون.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، للصحافة: «يبدو أن الأوكرانيين حققوا لتوهم انتصاراً استثنائياً: العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا في هذه الحرب عادت الآن تحت العَلَم الأوكراني، وهذا أمر رائع جداً».
واعتبر سوليفان أن انسحاب القوات الروسية سيكون له «تداعيات استراتيجية أوسع».
وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية كتبت على «فيس بوك» في وقت سابق: «خيرسون تعود إلى السيطرة الأوكرانية. وحدات من القوات الأوكرانية تدخل المدينة»، داعيةً الجنود الروس الذين بقوا في المدينة إلى «الاستسلام فوراً».
ورحّب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على «تويتر» بـ«عودة خيرسون إلى أوكرانيا، وهي خطوة مهمة نحو الاستعادة الكاملة لحقوقها السيادية».
واعتبر وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، أمس، أن الانسحاب الروسي من مدينة خيرسون يشير إلى «خسارة استراتيجية جديدة» لموسكو، ورأى أن الخسارة ستزرع الشك في صفوف الرأي العام الروسي.
وفي جنيف دعت الأمم المتحدة دول العالم إلى إزالة العراقيل أمام صادرات الأسمدة الروسية.
وقالت الأمم المتحدة، مساء أول من أمس، بعد محادثات مع وفد روسي بقيادة نائب وزير الخارجية، سيرغي فيرشينين: «لا يمكن أن يسمح العالم بتحول مشكلات الوصول إلى الأسمدة في العالم إلى نقص عالمي في الغذاء، لذلك تدعو الأمم المتحدة كل الجهات الفاعلة إلى تسريع إزالة أي عوائق لا زال قائمة أمام تصدير ونقل الأسمدة إلى الدول التي تحتاجها بشدة».
وقد شككت روسيا في استمرار الاتفاق المبرم في يوليو، الذي سمح بمرور الصادرات الأوكرانية عبر البحر الأسود.
واشتكت روسيا من عدم قدرتها على إيصال صادراتها من الأغذية والأسمدة إلى الأسواق العالمية، بسبب العقوبات التي فرضها الغرب عليها نتيجة لحربها ضد أوكرانيا.
وفي بنوم بنه، حث وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، دول جنوب شرق آسيا على تقديم الدعم السياسي والمادي لبلاده في حربها ضد روسيا، واتهم موسكو بممارسة «لعبة الجوع» مع العالم، من خلال إيقاف شحنات الحبوب الأوكرانية وغيرها من المنتجات الزراعية.
وصرح كوليبا للصحافيين، على هامش قمة رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان)، أنه مع انتهاء اتفاق تصدير الحبوب والأسمدة الأوكرانية في 19 نوفمبر، يحتاج العالم إلى الضغط على روسيا حتى لا تعترض على تمديده، قائلاً: «إن المنتجات الأوكرانية مهمة للغاية في إفريقيا وآسيا». كما اتهم كوليبا المفتشين الروس بالتقاعس عن السماح بمرور الشحنات.
وقال: «إن روسيا لا يتعيّن عليها أن تظل جزءاً من المبادرة فحسب، بل يتعيّن عليها أيضاً إصدار تعليمات لمفتشيها للعمل بحُسن نية، وتجنب أي تدابير وأي خطوات تخلق عقبات وتعوق تصدير السلع الزراعية الأوكرانية إلى السوق العالمية». وتابع: «يجب على روسيا أن تتوقف عن ممارسة لعبة الجوع مع العالم».
وتمت دعوة أوكرانيا لحضور قمة آسيان لأول مرة هذا العام، ووقعت كييف اتفاقية سلام مع مجموعة الدول التي يبلغ عدد سكانها مجتمعة قرابة 700 مليون نسمة.
وقال كوليبا إن «توقيع الاتفاق مع (الآسيان) كان رسالة دعم قوية من المجموعة»، رغم أنه أضاف أن «الاختبار الحقيقي هو التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرارات المتعلقة بأوكرانيا».
وقال كوليبا إنه «يعتبر قمة بنوم بنه بمثابة جولة آسيوية، حيث سيلتقي بدول أعضاء وغير أعضاء في (آسيان)، مثل أستراليا للمطالبة بمزيد من الدعم السياسي والمساعدات المادية».
من جهته، شكر الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، رئيس وزراء كمبوديا لتصريحاته التي انتقد فيها الحرب في أوكرانيا، وقال إنه «يتطلع إلى عودة الديمقراطية إلى ميانمار التي يحكمها الجيش».
وأدلى بايدن بهذه التصريحات قبل اجتماع مع هون سين، زعيم كمبوديا، الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة. ويترأس رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) هذا العام التي تقود الجهود لبدء عملية سلام في ميانمار.
وزير خارجية أوكرانيا: «موسكو تمارس (لعبة الجوع) مع العالم».