أعربت ابنة الأديب العالمي نجيب محفوظ، أم كلثوم، عن اعتزازها باختيار والدها شخصية محورية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ33 التي تتواصل فعالياتها في مركز أبوظبي الوطني للمعارض حتى الخامس من مايو الجاري، مشيدة بهذه الخطوة من دولة الإمارات، وبالمستوى المتميز الذي خرج به جناح نجيب محفوظ في المعرض.
وقالت أم كلثوم نجيب محفوظ لـ«الإمارات اليوم»: «سعيدة جداً بهذا الاحتفاء بوالدي من دولة الإمارات، وسعيدة بأن والدي بعد كل هذه السنوات من رحيله، لايزال يتم تكريمه والاحتفاء به وبإنتاجه الأدبي والفكري من جهات عدة، ومن الناس أيضاً»، لافتة إلى أن مشاركتها في المعرض «صامتة»، لأنها شخصية خجولة ولا تميل للظهور الإعلامي، وتتمثل في الوجود في الجناح الخاص بالشخصية المحورية، وحضور الندوات التي تتناول هذا المحور، وهي ندوات ثرية ومتعددة.
وأعربت عن إعجابها بالجناح وما يتضمنه من مواد وصور ومقاطع فيديو ومعلومات عن والدها، بما يغطي مسيرة حياته ومجالات عطائه المختلفة، وذلك ضمن تصميم مبدع يستوحي أجواء أشهر روايات نجيب محفوظ.
وحول قيامها في فبراير الماضي بإهداء مكتبة نجيب محفوظ لمكتبة الإسكندرية، أوضحت أن الهدف من الإهداء هو إتاحة هذه المكتبة بما تحويه من كتب ومعرفة متنوعة للجمهور، وفي الوقت نفسه الحفاظ عليها، مشيرة إلى أنه كان من المقرر أن يتم إهداء المكتبة وكل مقتنيات والدها للمتحف الخاص به، ليكون بمثابة مركز ثقافي، ولكن عندما تحول ليصبح متحفاً لم تعد هناك فائدة من وضع المكتبة فيه، لأنه لن يكون متاحاً للجمهور ليستفيد منها، فاتجهت لمكتبة الإسكندرية لإهدائها المكتبة.
وعن علاقتها وشقيقتها الراحلة بوالدهما، وكيف كان يتعامل معهما، أشارت إلى أنه كان حنوناً معهما حتى إن والدتها كانت تتهمه بأنه «بيدلعهم». مستذكرة موقفاً حدث معها عندما أرادت الالتحاق بالجامعة الأميركية بالقاهرة، ولكنه كان يرغب في أن تلتحق بجامعة مصرية، فالتحقت بجامعة القاهرة، ولكن لم تستمر فيها والتحقت بالجامعة الأميركية، والطريف أن نجيب محفوظ استلهم هذا الموقف في روايته «قشتمر» ضمن سياق الرواية.
وفيما يرتبط بكتابها عن والدها، ذكرت أم كلثوم أنها بدأت في الكتاب في عام 2018، واستعانت بشخص في ذلك، ولكنها اكتشفت أنه يقوم بنشر التسجيلات الخاصة بالكتاب خلال تسجيلها، ومازال المشروع متوقفاً حتى الآن.
وأضافت: «المشكلة هنا أن هناك أشخاصاً يريدون احتكار نجيب محفوظ والحديث عنه، وكل ما يرتبط به، حتى إنهم وضعونا نحن أسرته كطرف ضمن منافسة حول من يتحدث عن الأديب الراحل، رغم أننا لا ننافس أحداً، وأنا لا أفهم كيف يمكن لأحد احتكار الحديث عن شخص معين أو شخصية عامة، لأن من حق الجميع أن يتكلم، ولكن هذه المواقف تشير إلى أن هذا الصراع يرجع إلى أن الحديث عن نجيب محفوظ وسيرته تحقق مكاسب أدبية ومعنوية، ولذلك تم الزج بنا فيه». بينما علقت على تقديم السيرة الذاتية لوالدها بأن هناك معلومات كثيرة مغلوطة، ولم يتم تصحيحها، وأن كل شخصية لها ميزات وعيوب، ولابد من معرفة كيف سيتم تقديم الشخصية.
أم كلثوم نجيب محفوظ:
• سعيدة جداً بهذا الاحتفاء بوالدي من دولة الإمارات، وإنه بعد كل هذه السنوات من رحيله، لايزال يتم تكريمه والاحتفاء به وبإنتاجه الأدبي والفكري.