تتطور أنواع الهدايا المقدمة للأطفال مع مرور الزمن، فبعد أن كانوا يفرحون بهدايا بسيطة، مثل الآيس الكريم أو لعبة عرائس أو تركيب (الليغو)، احتلت الألعاب الإلكترونية المساحة الأكبر من اختيارات الأجيال الجديدة، واستمر ذلك حتى سنوات قليلة ماضية، حين بدأ التداول بما يسمى «المنتجات المرقمنة» و«الرموز غير القابلة للاستبدال»، إذ باتت الاختيار الأمثل لهدايا الأطفال، وفقاً للمستشار التقني في وزارة تنمية المجتمع، سعيد عبدالله، الذي قال لـ«الإمارات اليوم» إن الأطفال اليوم بحاجة لمن يخاطبهم بلغة التقنيات والأجهزة المتطورة، مؤكداً ضرورة أن يكون هناك تحول حتى في نوع ومحتوى المكافآت السلوكية والمادية المقدمة لهم.
وتابع سعيد أن «الطفل يمارس كل أنشطته في العالم الإلكتروني والفضاء الافتراضي. وحين يشتري منتجاً ما للعب، أو أصولاً معينة، فإنه يسدد ثمنها عبر الوسائط الافتراضية، مستخدماً بطاقة أهله البنكية. إلا أن هذا الشراء ظلّ أقرب إلى الاستئجار، لأنه قيّد بفترة محددة، فيما تتيح له الأصول المشفرة امتلاك المنتج، والتصرف به، أو بيعه لشخص آخر».
وأفاد بأنه تمكن الاستفادة من امتلاك الطفل الأصول حتى في الألعاب، مضيفاً أنه «حين يلعب طفل من المستوى الأول إلى مستوى متقدم في لعبة ما، باذلاً جهداً وتفكيراً ووقتاً وتعباً، فإنه من المجزي أن يمتلك ما وصل إليه في تلك اللعبة كأصل مشفر».
وتابع سعيد أنه يمكن للطفل بعد ذلك أن يبيع حسابه في اللعبة لشخص آخر، أي أن يبيع أصلاً لمنتج صنعه عبر الوسائط الافتراضية، لشخص آخر، كأصل مشفر، مشيراً إلى إمكان استخدام الرموز غير القابلة للاستبدال NFTs لتمثيل الأصول داخل اللعبة، مثل قطع الأراضي الرقمية، التي يتحكم بها المستخدم بدلاً من مطور اللعبة.
وأكد سعيد تمكن أطفال، احتلت قصصهم اهتماماً إعلامياً، جعلهم من المشاهير، من تحويل أعمالهم الفنية ومشروعاتهم الابتكارية إلى أصول مشفرة من الرموز غير القابلة للاستبدال، وبيعها بمئات آلاف الدولارات.
يذكر أن العديد من مؤسسات التنمية الاجتماعية التي تعنى بمجال الأسرة والطفل في العالم، اتجهت في الآونة الأخيرة إلى تنظيم دورات متخصصة لتدريب الأطفال على ما يعرف بالفن الرقمي، الذي ينتج ويحفظ ويباع باستخدام الوسائط التكنولوجية والأصول المشفرة غير القابلة للاستبدال.
وتمثل الـNFT شهادة ملكية فريدة من نوعها، تؤكد أن للعمل الفني الرقمي مالكاً معيناً.
ويعد العمل مقاوماً للعبث، وقابلاً للشراء، ويمكن إعادة بيعه. وتخزن شهادة المصادقة المرتبطة بفن رقمي أو مادي في كتلة البيانات المتسلسلة، على غرار عملة «بيتكوين».
الأطفال اليوم بحاجة لمن يخاطبهم بلغة التقنيات والأجهزة المتطورة.
