أكد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، أهمية الفعاليات العالمية التي تستضيفها دبي في مختلف التخصصات بما لها من انعكاسات إيجابية كبيرة على تعزيز فرص نمو القطاعات ذات الصلة على الأصعدة كافة، محلياً وإقليمياً وعالمياً، في الوقت الذي تتزايد فيه ثقة المجتمع الدولي في تميز دبي في تنظيم واستضافة مثل هذه الفعاليات الكبرى، وهي الثقة التي زادت رسوخاً في ضوء النجاح الكبير الذي حققه «إكسبو 2020 دبي»، في نسخة استثنائية هي الأكبر من نوعها والأكثر نجاحاً في تاريخ أضخم معارض العالم وأعرقها على الإطلاق بمشاركة أكثر من 190 دولة من مختلف أنحاء العالم، مستقطباً أكثر من 24 مليون زائر.
وثمّن سموه، دور معرض «الخمسة الكبار» وتخصصه في قطاع البناء، والذي يُعد بمثابة إحدى الركائز الأساسية لجهود التنمية، وما يمثله الحدث كنافذة للاطلاع على أحدث ما توصل إليه العالم في مجال التشييد وفق أرقى معايير الحفاظ البيئي واستدامة الموارد ودعم الاقتصاد الدائري، خصوصاً أن المنطقة والعالم تقف على أعتاب مرحلة تنموية جديدة تمثل البنية الأساسية عنوانها الرئيس، منوهاً سموه بإسهام دبي الدائم في بناء جسور التواصل بين القائمين على مختلف القطاعات الحيوية، واحتضانها لحوار يمهد لمزيد من الشراكات البنّاءة والهادفة لإحداث زخم قوي من الأنشطة الاقتصادية المتنوعة التي تخدم في دفع عجلة اقتصاد المنطقة والعالم، وما للمعرض من أثر جعل مدننا صديقة للبيئة وتحقيق الهدف المتمثل بصفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.
جاء ذلك خلال افتتاح سموه، معرض «الخمسة الكبار» The Big 5، الحدث الأكبر في مجال التشييد والبناء في المنطقة وإفريقيا وجنوب آسيا، وتستمر فعاليات دورته الـ43، حتى 8 ديسمبر الجاري، بمشاركة 2000 شركة من 60 دولة حول العالم، مع 20 جناحاً وطنياً، ومن المتوقع أن يصل عدد زوار نسخته الحالية إلى 55 ألف زائر ومتخصص في مجال البناء والتشييد.
وقال سموه، في تغريدة على موقع «تويتر» أمس: «افتتحت اليوم فعاليات معرض (الخمسة الكبار The Big 5) في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة 2000 عارض من 60 دولة. يعتبر هذا الحدث الأكبر من نوعه إقليمياً في قطاع التشييد والبناء ورسخ مكانته الرائدة على مدى 43 دورة. أهلاً بكل الشركات العارضة وضيوف دبي».
رافق سموه خلال الافتتاح وزير الطاقة والبنية التحتية، سهيل بن محمد المزروعي، والمدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، هلال سعيد المري، ومدير عام بلدية دبي، داوود الهاجري، ونائب رئيس مجلس إدارة مركز دبي التجاري، بطي سعيد الكندي، والرئيس التنفيذي لمؤسسة مدينة دبي للطيران ودبي الجنوب، خليفة الزفين.
واستهل سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، جولته في المعرض بزيارة الجناح اليوناني، حيث كان في استقبال سموه، سفير جمهورية اليونان لدى الدولة، أنتونيس أليكساندريدس، حيث اطلع سموه على مشاركة الشركات اليونانية وما تقدمه من حلول تقنية حديثة في مجال البناء، شملت برمجية التحكم في مواقع البناء عن بُعد، وما تسهم به تلك الحلول في وصول آمن لتلك المواقع.
كما توقف سموه أمام الجناح الإيطالي حيث كان في استقبال سموه، القنصل العام لإيطاليا في دبي، جوزيبي فينوكيارو، حيث استمع سموه إلى شرح حول أهم ما تقدمه الشركات الإيطالية من تقنيات حديثة في مجال البناء والتشييد، والتي تراعي في أغلبها معايير الحفاظ على البيئة دعماً للتوجه العالمي في هذا المجال.
كما شملت زيارة سموه لمعرض «الخمسة الكبار»، زيارة الجناح الألماني الذي يضم عدداً من الشركات المتخصصة التي تركز على استخدام التكنولوجيا في مجال البناء، والحلول الذكية التي تسهم في تطوير وإنهاء المهام الإنشائية وفق أعلى المعايير والمواصفات العالمية.
وشملت جولة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، في المعرض زيارة الجناح السعودي، حيث استمع سموه إلى شرح حول ما توفره الشركات السعودية الرائدة في مجال البناء والتطوير العقاري، من تقنيات حديثة مستخدمة في إدارة عمليات البناء، والبرمجيات التي تطورها الشركات السعودية في هذا المجال، كما تفقد سموه، منصة شركة «سابك» السعودية التي تقدم مجموعة واسعة من منتجات الصلب المبتكرة.
وزار سموه، منصة شركة «الخليج للسحْب» الرائدة في منتجات سحب الألمنيوم على مستوى الشرق الأوسط، حيث اطّلع سموه على التصاميم المبتكرة للشركة في مجالات البناء، والمواصلات، والهندسة، والإنشاءات.
كما زار سموه، منصة «بلدية دبي» التي تركز مشاركتها هذا العام في المعرض على الجانب التكنولوجي واستعراض تطور الطباعة ثلاثية الأبعاد في جميع مراحل دورة البناء، ومنصة شركة «قطر ستيل» الرائدة في إنتاج الفولاذ الكربوني المحايد.
مسؤولون: 35% نمواً في استخدام «الدرونز» و«الطباعة ثلاثية الأبعاد» بالإنشاءات
أفاد مسؤولو شركات مشاركة في معرض «الخمسة الكبار»، بأن قطاع البناء والتشييد يشهد توجهات متنامية حالياً وتوسعاً في تبني الاعتماد على التقنيات الذكية الحديثة، والتي تتمثل أبرزها في استخدامات الطباعة ثلاثية الأبعاد و«الدرونز» والذكاء الاصطناعي.
وأشاروا لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن تقديرات النمو في الطلب على تلك التقنيات تراوح بين 20 و35% منذ بداية العام الجاري مقارنة بالعام الماضي.
وبدوره، قال مدير الدعم التقني في شركة «مينا ثري دي»، لتقنيات الإنشاءات، كونتسانيوس باتسيلس، إن «الأسواق المحلية تشهد حالياً نمواً في تبني استخدام التقنيات الحديثة في قطاعات الإنشاءات والتي تعتمد أبرزها على الطباعة ثلاثية الأبعاد واستخدامات الدرونز»، لافتاً إلى أن «تلك التقنيات تشهد توسعاً في الطلب عليها، وبنسب تقدر بنحو 20% منذ بداية العام الجاري مقارنة بالعام الماضي، فيما يتوقع ارتفاع الطلب عليها بنسب أكبر العام المقبل».
وأضاف أن «الطباعة ثلاثية الأبعاد تتيح الاستخدام عبر الأجهزة الكبيرة في عمليات البناء أو بالأجهزة الصغيرة في بناء المجسمات للمشاريع بدقة فائقة، وبشكل يتيح رؤية تفاصيل المشروع كافة، والتعديل قبل البناء».
وقالت مهندسة مشاريع «الدرونز» في شركة «ايروموتس»، أسماء محمد، إن «تقنيات الإنشاءات الحديثة والمعتمدة على الدرونز والطباعة ثلاثية الأبعاد تشهد نمواً منذ بداية العام الجاري، وبنسب بلغت 35% مقارنة بالعام الماضي»، لافتة إلى أن «أجهزة (الدرونز) تستخدم في عمليات المسح والقياس للمشروعات الإنشائية ومراقبة المواقع على مدار الساعة، خصوصاً بالمناطق التي يصعب الوصول إليها».
وأوضح المدير التجاري في شركة «جي في تي سيس»، لتقنيات البناء، إبراهيم حجازي، أن «الأسواق المحلية تشهد نمواً في استخدام الأنظمة التقنية الحديثة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والأتمتة في مشروعات الإنشاءات»، لافتاً إلى أن «الأنظمة تتيح دراسات دقيقة للمشروعات وحسابات الكميات وغيرها من مجالات الإنشاءات بشكل أكثر دقة وسرعة في التنفيذ».
وقال مدير مصنع «ثري برنتنج دبي» لطباعة المباني بالتقنيات ثلاثية الأبعاد، المهندس باسل خالد، إن «السوق الإماراتية تشهد منذ فترة نمواً في هذه التقنيات، التي تستطيع بناء فيلا متوسطة الحجم أو مبنى بارتفاع تسعة أمتار على سبيل المثال خلال أقل من أسبوعين».
وأشار إلى أن «(المنازل المطبوعة) تكتسب زخماً حالياً في ظل ترحيب أصحاب المشاريع بهذه التقنيات، لتوفير كلفة المباني وسرعة إنجازها في وقت قياسي»، لافتاً إلى أن «دبي تمتلك استراتيجية للطباعة ثلاثية الأبعاد في قطاع الإنشاءات، ما يحفز القطاعين العام والخاص والأفراد لاستخدام هذه التقنيات، والتي تتيح وقتاً أقصر وكلفة أقل من البناء التقليدي».