دفع شخص (آسيوي) مبلغاً كبيراً من المال لتزوير جواز سفر يسمح له بالسفر إلى أوروبا عبر مطار دبي، فأعدّ له مزور مجهول جوازاً مكسيكياً وثبّت صورة المتهم وبياناته عليه بدلاً من صاحب الجواز الأصلي، فاطمأن قلبه وشعر أن حلمه اقترب من التحقيق، وتوجه إلى مطار دبي، وقدّم الجواز إلى موظف «طيران الإمارات»، منتظراً الختم الأخير لركوب الطائرة التي تحمله إلى العاصمة البريطانية لندن، لكن بنظرة ثاقبة اكتشف الموظف المختص أن هناك شيئاً مريباً في جواز السفر، فأوقف المسافر وأخضع الوثيقة للفحص وتبيّن تزويرها.
ووجهت النيابة العامة إليه تهمتَي الاشتراك مع آخر مجهول في تزوير محرر غير رسمي، باستحداث البيانات والصورة الشخصية المزورة وتثبيتها على الصحيفة الأصلية، واستعمال المحرر رغم علمه بتزويره.
وأفادت تفاصيل الدعوى، حسبما استقر في يقين المحكمة واطمأن إليه وجدانها، بأن المتهم حاول مغادرة الدولة عبر مطار دبي متجهاً إلى لندن على متن رحلة تابعة لـ«طيران الإمارات»، وحال إنهائه إجراءات السفر قدّم جواز سفر مكسيكياً، لكن بالتدقيق عليه من قبل الموظف المختص تبيّن أنه مزور.
وبمواجهة المتهم بالتهم الموجهة إليه، اعترف بجريمته مقرراً أنه رغب في السفر والاستقرار في أوروبا، فاتفق مع شخص (آسيوي) آخر على تدبير جواز سفر يمكنه استخدامه في الوصول إلى أوروبا، وسلّمه مبلغاً مالياً وصورته الشخصية، والبيانات المطلوبة.
وقال المتهم إنه تسلم الجواز المزور بعد إضافة بياناته إليه وتثبيت صورته، وحجز على متن رحلة طيران متجهة من دبي إلى لندن، وقدّم الجواز لموظف الطيران، الذي اشتبه فيه وأبلغه بوجود مشكلة في الجواز.
وأثبت تقرير قسم فحص الوثائق بالإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في مطار دبي الدولي، أن جواز السفر المكسيكي الذي قدّمه المتهم تعرّض للتزوير والتلاعب عن طريق استحداث البيانات والصورة الشخصية المزورة، وتثبيتها على الوثيقة الأصلية.
من جهتها، انتهت المحكمة في حيثيات الحكم إلى اطمئنانها إلى أدلة الإدانة، بحسب ما ثبت في محضر الضبط، من تفاصيل حول محاولة المتهم مغادرة الدولة بالجواز المزور رغم علمه بذلك، واعترافه بالجريمة تفصيلياً، ومن ثم قضت بحبسه ثلاثة أشهر وإبعاده عن الدولة ومصادرة الوثيقة المزورة.