الرئيسية سياسة ميلوني تروج للمطبخ الوطني الإيطالي باعتباره التعبير المثالي عن هوية البلاد

ميلوني تروج للمطبخ الوطني الإيطالي باعتباره التعبير المثالي عن هوية البلاد

24 القراءة الثانية
0
0
0
wp header logo17274852121336486679

تجنبت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني شيطنة المهاجرين مثل غيرها من زعماء اليمين المتطرف، لكنها وضعت مطبخ البلاد في قلب رؤيتها السياسية. وبالطبع قد يتفق العالم على أن الطعام الإيطالي، من البيتزا إلى المعكرونة إلى الطماطم المرشوشة بالزيت، له مذاق رائع، لكن جورجيا ميلوني مقتنعة بأنه يعني أكثر من ذلك بكثير. وقد أوضحت رئيسة الوزراء الإيطالية ذلك في معرض للأغذية في صقلية قبل اجتماع مجموعة الدول السبع هذا الأسبوع، مدعية أن مطبخ البلاد لا يقل عن «أي جزء من هويتنا».

وبينما يتفاخر الساسة اليمينيون المتشددون الآخرون في جميع أنحاء العالم بمواقفهم المناهضة للمهاجرين لإثبات وطنيتهم، تميزت ميلوني باختيار الطعام كعلم تريد التلويح به، مع الترويج لتميز إيطاليا. وفي مقطع فيديو نشرته قبل توليها منصبها بعامين، حثت ميلوني مؤيديها على شراء الطعام الإيطالي في عيد الميلاد، واقترحت العدس الشهير المنتج في كاستيلوتشيو في أومبريا، إضافة إلى الطماطم من باتشينو في صقلية، مضيفة: «إنها طريقة للقول إنك تتمنى الخير لإيطاليا».

ويقول كاتب العمود في صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية الرائدة، ألدو كازولو، إن القومية الغذائية لميلوني كانت وصفة رابحة لها. ويضيف: «إنها فكرة جيدة لأن الإيطاليين يشعرون بالقرب من الأرض والنبيذ والطعام. إذا عدت إلى جيلين، فإن العديد من العائلات كانت تعمل في الزراعة».

وقد حظيت الهوية الطهوية لرئيسة الوزراء بدعم من صهرها فرانشيسكو لولوبريجيدا، الذي عينته وزيراً للزراعة والسيادة الغذائية والغابات. وقال لصحيفة التايمز: «إن الطعام بالنسبة لنا ليس مجرد تغذية، بل هو نتاج آلاف السنين من التلاقح الثقافي المتبادل، لقد كان لدينا اليونانيون والرومان والبرابرة والعرب والنورمان والإسبان في صقلية. كل هذا خلق تقليداً طهوياً معترفاً به عالمياً بامتياز». ويضيف: «ليس من المستغرب أن يكون هناك 250 ألف مطعم إيطالي، أو مطاعم تقدم الطعام الإيطالي في جميع أنحاء العالم».

وبما أن حكومة ميلوني تروج بانتظام للمطبخ الإيطالي باعتباره التعبير المثالي عن هوية البلاد، فقد خففت رئيسة الوزراء من مهاجمة المهاجرين غير الشرعيين. وبعد أن دعت ذات يوم إلى إغراق القوارب التي تنقذ المهاجرين، تتجنب الآن الادعاءات التحريضية حول خطر الهجرة التي أطلقها أقرانها اليمينيون المتشددون أمثال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوربان، وزعيمة اليمين المتشدد في فرنسا، مارين لوبان.

إن سياساتها التي تشمل تقييد حركة سفن إنقاذ المهاجرين وبناء مركز للمهاجرين في ألبانيا، تجعلها متشددة في التعامل مع الهجرة، لكنها لا تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي عن جرائم المهاجرين مثل نائب رئيس الوزراء المتعصب، ماتيو سالفيني. فقد كان استفزاز سالفيني العنصري وتدميره مخيمات الغجر أثناء ولايته وزيراً للداخلية قبل ست سنوات كافياً لزيادة عدد الاعتداءات العنصرية في إيطاليا. ومع ذلك، فإن وطنية ميلوني في مجال الطهي لا تقتصر على الاحتفال بالهوية الإيطالية، بل إنها تستهدف الأجانب في بعض الأحيان.

لقد فرضت وزارة لولوبريجيدا حظراً على اللحوم المصنعة في المختبرات، حيث اعتبرتها تهديداً للحوم الإيطالية الحقيقية التي تنتجها الشركات المتعددة الجنسيات، في حين تم إلقاء اللوم على الاتحاد الأوروبي لمحاولته فرض الدقيق المصنوع من الحشرات المسحوقة على الإيطاليين غير المطلعين. ويقول لولوبريجيدا: «ليست لدي أي نية لتجربة اللحوم المزروعة، فالناس الذين تناولوها قالوا إن مذاقها فظيع، وقد تكون خطرة أيضاً».

ولكن سواء تحولت وطنية ميلوني الغذائية إلى القومية أم لا، فمن غير المرجح أن يؤدي هذا إلى العنف. فقد يتعرض الأجانب للاعتداء بعد خطابات الكراهية حول الهجرة، لكن لم يتعرض أحد للضرب حتى الآن بسبب شريحة لحم معملية. وكان لولوبريجيدا قد حذر في وقت سابق من خطر «الاستبدال العرقي» الذي ينطوي على قيام المهاجرين بملء الفجوات التي خلفتها معدلات المواليد المنخفضة في إيطاليا، لكنه اعترف بأن إنتاج الغذاء الإيطالي يعتمد غالباً على المهاجرين، من السيخ الذين يرعون الأبقار التي تنتج جبن البارميزان في إميليا رومانيا، إلى الأفارقة الذين يقطفون الفاكهة والخضراوات جنوب إيطاليا. ويقول: «لهذا السبب قمنا بزيادة حصص دخول المهاجرين. نحن بحاجة إلى مهاجرين يدخلون البلاد بشكل قانوني».

بين عامي 2023 و2025، سمحت حكومة ميلوني بدخول 452 ألف عامل أجنبي إلى إيطاليا. وافتتحت ميلوني مدرسة لتعليم الطلاب الصغار مزايا الطعام الإيطالي، وقالت لطلاب السنة الأولى: «أنتم مستقبل هذا البلد». ويقول مؤرخ الطعام الإيطالي، ألبرتو غراندي، إن ترويج ميلوني للموزاريلا والبيستو كمفتاح لهوية إيطاليا، كان وسيلة ذكية لسرقة الدعم من الأحزاب اليسارية في إيطاليا. ويضيف: «لطالما كان المطبخ هو مصدر أصوات اليسار، والآن لا يعرفون ماذا يفعلون». واسترسل بقوله إن رئيسة الوزراء واجهت مشكلة واحدة في ربط التقاليد الطهوية الإيطالية القديمة بالهوية الوطنية، فبعض هذه التقاليد ليس قديماً جداً. ويقول في هذا الصدد: «الحقيقة هي أن المطبخ الإيطالي يعتمد غالباً على الابتكار وليس التقليد. فكر في مشروب البروسيكو الذي تم اختراعه في ستينات القرن الـ20، أو النسخة الصناعية الحديثة من خل البلسميك المصنوع من الكراميل الذي تم ابتكاره في سبعينات القرن الـ20». عن «التايمز» اللندنية


70 صورة لرئيسة وزراء إيطاليا في مطعم «تراتوريا ميلوني»

 1622950

مطعم «تراتوريا ميلوني». من المصدر

افتتح رجل أعمال يدعى جيرجي لوكا، مقرب من رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، مطعماً يحمل اسم «تراتوريا ميلوني للمأكولات البحرية» في ميناء شينغين الشمالي، بمحيط مخيم في ألبانيا، حيث ستتم معالجة طلبات اللجوء للأشخاص الذين يسعون إلى دخول الاتحاد الأوروبي عن طريق البحر، كجزء من ميثاق مثير للجدل تروج له رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

والمطعم الجديد مليء بـ70 صورة لميلوني التي يقود حزبها «إخوان إيطاليا» – وهو حزب ذو أصول فاشية جديدة – الائتلاف الحاكم في إيطاليا. ومن بين الصور صورة ميلوني مبتسمة، وميلوني جادة، وميلوني غاضبة، وميلوني طفلة ومراهقة وسياسية. ويقول لوكا: «عندما يجتمع المطبخ والفن والسياسة معاً، يمكنك صنع أشياء جميلة».

وفي الصيف الماضي ابتكرت ميلوني وراما خطة للهجرة، وصفتها جمعيات حقوق الإنسان بأنها غير قانونية بموجب القانون الدولي، ولكن الاتحاد الأوروبي أيدها ضمناً. وزارت ميلوني موقع مركز شينغين في يونيو قبل افتتاح المطعم، وهو أحد مركزين من المتوقع أن يبدآ في معالجة طلبات اللجوء في الأسابيع المقبلة. وبموجب الاتفاق المموّل من إيطاليا، سيتم نقل الرجال الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط من شمال إفريقيا والذين اعترضهم خفر السواحل الإيطالي إلى ألبانيا.

وقال لوكا ابن ممثل ألباني مشهور وممثّل سابق، إنه مفتون بشخصية ميلوني، ووصفها بأنها «غير عادية». وقال إنه يأمل أن تعود لتذوق طعامه والإعجاب بصورها التي تزين كل شبر من جدران المطعم.

بينما يتفاخر الساسة اليمينيون المتشددون الآخرون في جميع أنحاء العالم بمواقفهم المناهضة للمهاجرين لإثبات وطنيتهم، تميزت ميلوني باختيار الطعام كعلم تريد التلويح به، مع الترويج لتميز إيطاليا.

خففت رئيسة الوزراء من مهاجمة المهاجرين غير الشرعيين مخالفة نهج الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوربان، وزعيمة اليمين المتشدد في فرنسا، مارين لوبان.