
حملت مسيرة قائد فريق العين لكرة الطائرة محمد شمل (37 عاماً) الكثير من المفارقات الغريبة، كانت نقطة التحول فيها عام 1999 لطفل كان يبلغ وقتها من العمر 13 عاماً فقط، حينما وجد نفسه مطالباً بالتخلي عن اللعب في مركزه المحبب بقلب دفاع فريق العين للناشئين لكرة القدم، والتراجع خطوة إلى الخلف لارتداء قفازات حراسة مرمى الفريق دون أن يطيق ذلك، لكنه رضخ لإصرار مدرب الفريق وقتها، اليوناني جوردان، الذي كان يؤمن بالكامل بأن الحراسة هي التي تتناسب مع طول قامة الطفل الذي أمامه، لكن تلك الواقعة التي كانت سبباً في هربه من «كابوس حراسة المرمى» ومهدت لمسيرة ناجحة له مع الكرة الطائرة في النادي، ليصبح لاحقاً قائداً للفريق ويمضي حالياً نحو إكمال ربع قرن في صالاتها.
وروى قائد فريق العين محمد شمل لـ«الإمارات اليوم» تفاصيل تلك الواقعة التي غيرت مجرى حياته الرياضية بالكامل لاسيما حين هرب من تحت الخشبات الثلاثة، وقال: «كنت لاعباً في فريق كرة القدم ووقتها كان عمري 13 عاماً فقط، وخلال ذلك الموسم تحدث معي المدرب جوردان وطلب مني أن أتحول لحارس مرمى، وأخبرني أن طول قامتي يتناسب مع تلك الخانة، بالنسبة لي لقد كنت وقتها في خانة الدفاع وكنت أحب تلك الوظيفة وأكره مركز حراسة المرمى، وحينما بدأ يضغطني لأصبح حارساً للمرمى تركت ممارسة كرة القدم».
وأوضح اللاعب المخضرم كيف سارت به الأمور سريعاً ووجد نفسه قد تحول بين ليلة وضحاها إلى لاعب كرة طائرة لا يعرف الكثير عنها: «في اليوم الذي خرجت فيه من فريق كرة القدم فوجئت بوفد من فريق الطائرة حضر للتحدث معي وإقناعي بأن أصبح لاعباً معهم، لقد تحدثوا معي كثيراً وفوجئت حينما علمت أن أعينهم كانت تراقبني، وأن ما حدث بيني وبين المدرب ساعدهم أكثر في إقناعي».
وأشار شمل إلى أنه بفضل تلك الواقعة فإن مسيرته مستمرة في الملاعب، وأنه قضى حالياً 23 عاماً ولم يفكر بعد في الاعتزال، وقال: «هنالك من هم أكبر مني سناً، بالنسبة لي فأنا لم أحدد موعداً للتوقف، وأنا مستمر».
وكان محمد شمل قد انتقل إلى صفوف فريق شباب الأهلي لمدة موسمين على سبيل الإعارة بداية من يونيو 2020، وخلال موسمه الأول مع «الفرسان» حصد لقب كأس رئيس الدولة وكأس نائب رئيس الدولة، بينما في الموسم الثاني توج معهم بلقب الدوري العام، قبل أن يعود لصفوف «الزعيم» بداية الموسم الحالي.
ووصف لاعب فريق العين سهولة تنقل اللاعبين بين الأندية بالظاهرة الصحية، وقال: «هو بالتأكيد أمر صحي وليس سلبياً، من الجيد للاعب أن يخوض تحدياً جديداً لأنه يمنحه خبرة أكثر، بالنسبة لتجربتي فقد ذهبت لفريق شباب الأهلي ومن ثم عدت إلى نادي العين لأن هذا بيتي».
وأكد أن ظاهرة عدم ظهور أسماء جديدة في الفرق الأولى للأندية يمكن أن تتسبب في تقليص عدد اللاعبين الممارسين بصورة أكبر خلال السنوات الخمس المقبلة، وقال: «لا شك أن عمر اللاعب مجرد رقم، وأداؤه هو ما يحدد استمراره في الملاعب، ولكن هذا الأمر قد يؤدي إلى مستقبل مظلم لأننا الكبار قد ينتهي بنا الامر بالاعتزال بسبب التقدم في السن وفي الوقت نفسه لا يوجد لاعبون شبان صاعدون».
وطالب محمد شمل الأندية بالعمل باجتهاد أكبر لصناعة جيل قادم من اللاعبين، وقال: «عمل الأندية قد يساعد في استكمال دورة حياة الكرة الطائرة، لا أخفي أن هنالك أندية تنتج لاعبين شباباً وأصبح حضورهم في الدوري مألوفاً، ولكن هذا لا يكفي لأنه يجب عليهم أن ينافسوا الكبار من على فرصة اللعب كأساسي بمجموعات أكبر».
وأكد قائد فريق العين أن الجيل الحالي من اللاعبين لايزال يسيطر على المشهد بفضل الأداء الذي يقدمه في المباريات، مطالباً اللاعبين الشباب بمضاعفة الاجتهاد أكثر، وقال: «كما ذكرت لك فإن عمري في ملاعب الكرة الطائرة هو 23 عاماً وعمري الكامل هو 37، وهذا يوضح أنني حينما حصلت على مقعدي في التشكيلة كنت صغيراً في السن، وهي رسالة لكل لاعب بألا يستسلم على الإطلاق».
وعن الصعوبات التي واجهها خلال بداية مراحله في الكرة الطائرة، قال محمد شمل: «كنت محظوظاً لأنني لم أواجه أي صعوبات، وحصلت على الاهتمام اللازم من جانب النادي، ونجحنا في إثبات أنفسنا وحصلت على مكاني في التشكيلة، ومن الجيد أنني لاعب أساسي في الكرة الطائرة على مدار 23».
وخلال الموسم الحالي خرج الفريق من مسابقتي كأس نائب رئيس الدولة والدوري العام، لكن في المقابل تبقت بطولتا كأس رئيس الدولة وكأس السوبر، وسيكون الفوز بهما بمثابة فرصة مناسبة لتعويض جماهيرهم المتعطشة للألقاب، إذ يعتبر «الزعيم» ثاني أكثر الأندية حصداً للبطولات برصيد 32 بطولة خلف الوصل المتصدر صاحب الـ45 لقباً.
محمد شمل:
ما حدث بيني وبين المدرب اليوناني أسهم في قبولي لعرض طائرة العين.
الدوري ليس نهاية المطاف.. نحن فريق بطل ونعرف قيمة أنفسنا.
لم أواجه أي صعوبات، وحصلت على الاهتمام اللازم من نادي العين.
العين.. والدوري
عن وداعهم في الأسبوع الماضي للدوري من بوابة «البلاي أوف» على يد منافسهم بني ياس، قال محمد شمل: «صعودنا إلى مرحلة الاقصائيات تطلب منا الكثير من الاجتهاد، ولكن بعد ذلك لم نقدم المستوى المطلوب في لقاء الذهاب أمام بني ياس، بينما في الإياب كنا الأفضل ولكننا لم نستطع أن نعوض ونقود الحسم لمباراة فاصلة. في تقديري أن لاعبي أجانب بني ياس هم من رجحوا كفة فريقهم».
وأكد اللاعب المخضرم أن وداع بطولة الدوري لن تهزهم، وقال: «هذه ليست نهاية المطاف، نحن فريق بطل ونعرف قيمة أنفسنا، سنجتهد في ما تبقى من بطولات في الموسم من أجل تحقيقها، نحن لا نعد الجماهير، هم من يطالبوننا بها، ونحن علينا أن نبذل قصارى جهدنا لنحققها لهم».
عمر اللاعب مجرد رقم.. وأداؤه يحدد استمراره في الملاعب.
23
عاماً مسيرة محمد شمل في صالات الطائرة، ولا يفكر في الاعتزال.