
في حوالي الساعة التاسعة صباح ذلك اليوم استقل السفير الأمريكي لدى أفغانستان أدولف دوبس سيارته من مقر إقامته متوجها إلى مبنى السفارة الأمريكية في كابل.
بعد مرور 10 دقائق، بالقرب من المركز الثقافي الأمريكي، أوقف أربعة رجال أحدهم كان يرتدي زي الشرطة الأفغانية السيارة الدبلوماسية الأمريكية، وادعى من يرتدي زي الشرطة أنه يريد تفتيش السيارة، ولم يعترض السفير.
فُتحت أبواب السيارة واندفع إلى داخلها الشرطي المزيف والثلاثة الآخرون، وسارعوا إلى تهديد السفير وسائقه بمسدسات، وأمروا بالتوجه إلى فندق “كابل سيلينت” بوسط المدينة.
حين وصلت سيارة السفير الأمريكي إلى المدخل الرئيس للفندق، طلب الخاطفون من السائق إبلاغ البعثة الدبلوماسية الأمريكية بما جرى، فيما اقتادوا السفير الأمريكي دوبس إلى الغرفة رقم 117 الواقعة في الطابق الأرضي، وأغلقوا الباب خلفهم.

تبين أن الخاطفين ينتمون إلى مجموعة متمردة معارضة للحكومة الأفغانية في ذلك الوقت تسمى ” ستم ملي” كانت تأسست في عام 1968.
طالب هؤلاء بإطلاق سراح زعيم للجماعة يدعى بدر الدين بايس، إلا أن الرجل كان أعدم في ذلك الوقت ولم يكن الخاطفون على علم بذلك.
خاطفو السفير الأمريكي في كابل طالبوا أيضا بمنحهم فرصة للإدلاء بتصريحات سياسية أمام وسائل الإعلام الأجنبية، في حين لم يوجهوا أي مطالب للحكومة الأمريكية.
رفضت الحكومة الأفغانية بقيادة الرئيس نور محمد تراقي التفاوض مع الخاطفين، فيما دعت السفارة الأمريكية السلطات الأفغانية إلى التريث وعدم اللجوء إلى القوة.
الأجهزة الأمنية الأفغانية تجاهلت المطالب الأمريكية، ونفذت عملية اقتحام للغرفة 117 حيث يُحتجز السفير الأمريكي. بعد انتهاء العملية عُثر على السفير الأمريكي أدولف دوبس قتيلا برصاصات في الرأس، كما قتل اثنان من الخاطفين، واعتقل اثنان آخران، إلا انهما قتلا بالرصاص بعد فترة وجيزة، وعرضت جثتيهما على الدبلوماسيين الأمريكيين.
اثار اغتيال السفير الأمريكي في كابل غضب الحكومة الأمريكية تحت إدارة الرئيس جيمي كارتر، ونددت واشطن بسلوك الحكومة الأفغانية.

سارعت الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في سياستها تجاه أفغانستان، واتخذت عدة إجراءات مضادة منها تقليص المساعدات الإنسانية لأفغانستان بمقدار النصف، ووقف التعاون العسكري التقني مع الحكومة الأفغانية بشكل تام، وقامت ايضا بسحب معظم دبلوماسييها من كابل.
بنهاية عام 1979، تبقى للولايات المتحدة في سفارتها في كابل 20 موظفا فقط، ولم يتم تعيين سفير أمريكي جديد هناك إلا في عام 2002.
مقتل السفير الأمريكي أدولف دوبس في 14 فبراير 1979، وضع حدا لمحاولات أمريكية نشطة وقتها لمقاومة النفوذ السوفيتي في هذا البلد، وكان للحادث تداعيات سلبية على العلاقات مع الاتحاد السوفيتي في تلك الفترة من حقبة الحرب الباردة.
الجدير بالذكر أن السفير أدولف دوبس، كان واحدا من ستة سفراء أمريكيين قتلوا في أماكن متفرقة من العالم منذ عام 1968. هذا العدد هو الأكبر بين 36 سفيرا لعدة دول قتلوا في هذه الفترة.
المصدر: RT
إقرأ المزيد

بغداد بين المغول ولعنة الدم الملكي!
تعرضت بغداد بعد سقوطها في يد المغول في 13 فبراير 1258 إلى دمار هائل إلى درجة أن آثاره ومضاعفاته كانت ملحوظة بعد مرور قرن تقريبا حين زارها الرحالة ابن بطوطة.

ما علاقة العرب؟.. لماذا تطلق إسرائيل أقمارها الصناعية باتجاه معاكس؟
تطلق إسرائيل من دون دول العالم الأخرى أقمارها الصناعية نحو البحر المتوسط في اتجاه الغرب بدلا من الاتجاه الشرقي المعتاد، ولذلك أسباب عديدة.

“عربات النار”.. سلاح الكوريين السري!
كان الكوريون على مدى قرون يتخوفون من جيرانهم اليابانيين ويعتبرونهم أعداء خطرين. هذه المشاعر ناجمة عن تعرض أراضيهم للغزو ما أن تقوى اليابان وتتوسع في الجوار.

دولة فريدة وجيش مسلح بالرماح!
أنهت اتفاقيات لاتيرانو التي وقعت في 11 فبراير 1929 بين الكرسي الرسولي والمملكة الإيطالية تحت حكومة بينيتو موسوليني الفاشية صراعا كان تواصل بين الفاتيكان وإيطاليا منذ عام 1870.

لفظ الجلالة على قبر امرأة في السويد دليل لقاءات العرب والفايكنغ
اكتشف علماء الآثار العديد من الأدلة المادية عن الصلات التي ربطت بين الفايكنغ، والعرب في العصور القدمية من ذلك خاتم فريد نقش عليه لفظ الجلالة الله في قبر امرأة بالسويد.