أعلنت شرطة نيو ساوث ويلز، أكثر ولايات أستراليا تعداداً بالسكان، اليوم (الاثنين) أنها أوقفت 554 شخصاً بتهمة الضلوع في أعمال عنف أسري، إثر عملية استمرت أربعة أيام، فيما تواجه البلاد سلسلة هجمات تستهدف النساء.
وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إنها أوقفت بعض «أسوأ مرتكبي جرائم العنف الأسري» في الولاية، بينهم رجل قيل إنه داس على امرأة ما تسبب لها بكسور في الضلوع وإصابات في الوجه والكلى.
وتأتي التوقيفات في وقت سجلت أستراليا مقتل 28 امرأة في حوادث عنف أسري منذ مطلع العام الحالي، أي بمعدل وفاة واحدة كل أربعة أيام. وكانت 14 امرأة قد قضت في حوادث مماثلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وسلطت سلسلة هجمات ضد النساء، بينها طعن خمس نساء في مركز تجاري في حي بوندي بضواحي سيدني، الضوء على مشكلات العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الأسري.
ووصف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز هذه القضية بأنها «أزمة وطنية». وأعلن عن إجراءات للحد من انتشار المواد الإباحية الملفقة بواسطة تقنية التزييف العميق، وزيادة الأموال المخصصة لمساعدة النساء اللواتي يهربن من منازلهنّ بسبب تعرّضهنّ لإساءات من شركاء حياتهنّ.
وأظهرت بيانات حكومية أسترالية أن جرائم قتل شريك الحياة انخفضت تدريجياً في العقود الثلاثة الماضية.
ولايزال معدل انتشار العنف الأسري في أستراليا أقل من ذلك المسجّل في عموم بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، وأقل من المعدل في كندا والولايات المتحدة وبريطانيا، بحسب بيانات صادرة عام 2023.
لكن خدمات مكافحة العنف الأسري تدعو منذ فترة طويلة إلى بذل جهود إضافية في هذا المجال.
وقالت الخبيرة في جامعة كيرتن، دونا تشونغ، إن النظام في أستراليا مصمم بطريقة لا تتيح للضحايا في كثير من الأحيان الحصول على المساعدة إلا عند التعرّض لمشكلة. وأضافت أنه حتى في هذه الحالة، فإن النظام لايزال يتسم بثغرات تتيح لمرتكبي العنف الأسري الاستمرار في ارتكاباتهم.